أطلقت جامعة بيروت العربيّة ضمن خططها التنمويّة، البوابة الإلكترونيّة الأولى في لبنان، لتأمين التواصل بين طلابها وعددهم 15 ألفاً والأساتذة والإدارة، بالتعاون مع مجموعة أنظمة الكومبيوتر المتكاملة العالمية (ITS). فيتحقق بذلك مبدأ التعليم عن بعدهاني نعيم
امتلكت جامعة بيروت العربية منذ تسعينات القرن الماضي موقعاً إلكترونياً عادياً، كغيرها من المؤسسات التربوية الأخرى. لكنّها قررت منذ سنة ونصف سنة تقريباً، في ظل النقاش العالمي بين خبراء التعليم حول العالم، الذي يتعلق بمدى فعاليّة إدخال التكنولوجيا في التعليم، استخدام هذه التكنولوجيا. وجاء القرار تماشياً مع سياسة الجامعة بتوفير أحدث الخدمات التعليميّة للطلاب والأساتذة، مع المحافظة على المستوى العالي للتعليم لديها، وخصوصاً أنّها تملك حرمين في بيروت والدبيّة (جنوب بيروت)، وتعمل على بناء حرمين آخرين في محافظتي طرابلس والبقاع.
أدّى هذا القرار إلى تغييرات جذريّة على الصعيد الإداري والخدماتي في الجامعة، كما يقول مدير المعلوماتية في الجامعة الدكتور وليد شاتيلا. وبدأت الجامعة، بالتعاون مع مجموعة أنظمة الكومبيوتر المتكاملة العالمية (ITS) العمل على إعداد البوابة الإلكترونية الخاصة بها.
وعليه اشترت الجامعة نظام «Luminus» الذي سيكون نقطة التواصل بين الطالب في الجامعة والأستاذ والإدارة، وستكون الجامعة أول من يطبّقه في لبنان.
تعنى البوابة الإلكترونية «Iconnect» بإدارة شؤون الطلاب والإدارة المالية وشؤون الموارد البشرية. وأطلق منها نظام إدارة شؤون الطلاب، فأصبح بإمكان الطلاب معرفة إذا نجحوا في الجامعة والتسجّل فيها عبر الإنترنت، إضافة إلى متابعة شؤونهم اليومية وامتحاناتهم. تسهّل البوابة إمكان الحصول على التقارير والإحصائيات في وقت سريع، ما يساعد الإدارة على صناعة القرار ليكون ملامساً لواقع الاحتياجات. وسيُطلَق نظاما الإدارة الماليّة وشؤون الموارد البشريّة خلال عام واحد، كما قال المدير الإقليمي لمجموعة ITS خليل جبرا.
أمّا ما يمكن اعتباره «جديداً» في هذه البوابة فهو أنّها تتضمّن نظم التعليم عن البعد، إذ أصبح بإمكان الطالب الذي لا يستطيع الحضور إلى حرم الجامعة أن يتابع محاضرته عبر البوابة من منزله أو أي مكان آخر، لكون المحاضرة ستبثّ بالصوت والصورة عبر البوابة، «كذلك الأمر بالنسبة إلى الأستاذ الذي قد يضطر أحياناً إلى السفر والمشاركة في مؤتمرات أكاديميّة خارج لبنان، إذ سيتمكّن من إعطاء محاضرته من الخارج»، يقول شاتيلا.
أضاف شاتيلا: «في السابق، كان الطالب أثناء المحاضرة يمضي نصف الوقت في أخذ الملاحظات، ومقاطعة الأستاذ لاستفساره بشأن نقطة معيّنة. أما الآن، فتسمح له هذه البوابة بأن يصغي إصغاءً كاملاً للمحاضر، ويمكنه مراجعة المحاضرة عبر الاستماع إليها في وقت لاحق، ومراسلة الأستاذ من أجل السؤال عن ملاحظاته». وعن شهادات «التعلّم عن بعد» غير المعترف بها في وزارة التربية والتعليم العالي، يوضح شاتيلا أنّ الشهادة المعطاة للطالب ليست شهادة «التعلّم عن بعد»، بل الشهادة المعترف بها، إذ إنّ الجامعة ليست جامعة مفتوحة، والتواصل عبر الإنترنت هو لتسهيل حياة الطلاب والجسم التعليمي.
تؤمّن هذه الخدمة التواصل بين الجامعة في بيروت وفرع الإسكندريّة في مصر، إذ بإمكان طلاب فرع الإسكندرية متابعة المحاضرات مباشرةً من بيروت، ما يؤدّي إلى تبادل الخبرات بين الفرعين، كما يوضح شاتيلا. أما بالنسبة إلى المتخرجين، فستبقي البوابة على التواصل بينهم وبين الإدارة، «وخصوصاً أنّه في السابق فُقد التواصل مع الكثيرين منهم، بسبب عدم توافر الوسائل التي تتيح إبقاء العلاقة»، يؤكد شاتيلا، وكل طالب يتخرّج سينضمّ إلى مجموعة خاصة بالمتخرجين على البوابة الإلكترونية.


شراكات جامعية
يطبّق نظام Sungard ــ Higher education في أكثر من 2800 جامعة في أوروبا وأميركا والشرق الأوسط، وسيؤمّن اعتماد هذا النظام للجامعة العربية في بيروت التواصل مع باقي الجامعات، وخلق الشراكات وتبادل الخبرات مع الجامعات التي تستخدمه. فهذه البوابة «هي البنية التحتيّة لبناء الشراكات لاحقاً» كما قال ممثل مجموعة ITS بيتر أبي عبد الله. وقال أبي عبد الله لـ«الأخبار» «إننا لا نسعى إلى تغيير طريقة التعليم، بل سنقدّم خدمات تقنية تسهّل التواصل بين الجامعة والطالب، على جميع المستويات».
وتوفّر مجموعة ITS الحلول التقنية لقطاعات مؤسسات التعليم العالي والبنوك والاتصالات في الشرق الأوسط. وتعمل في 24 مدينة في العالم.