حسن زين الدينفي المنزل، سأتلذذ طبعاً بفنيات اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي الساحرة، وسأركز جيداً لكي أستطيع اللحاق بحركات البرتغالي كريستيانو رونالدو الخاطفة، وسأضحك كثيراً لرقصات البرازيلي رونالدينيو المضحكة، وسأُذهل لتسديدات الألماني ميكايل بالاك المدهشة. أما في الملعب، فببساطة، سيبدو ثقل الكرة، الخفيفة الوزن، بحجم الكرة الأرضية عندما تتناقلها أقدام اللاعبين المحليين.
في المنزل، ستتحرك عقارب ساعة الحائط بقربي بسرعة قياسية، سأخالها للحظات أجمل شكلاً من ساعة «البيغ بن» في لندن. أما في الملعب، فسيطول الانتظار... آه كم سيطول.
في المنزل، سأستمتع بصوت جماهير فريق ليفربول الإنكليزي العريق مثلاً، وهم ينشدون لفريقهم أغنيتهم الشهيرة: «لن تذهب وحدك أبداً». بينما في الملعب سأستمع إلى «قفشات» المدربين و«زحطات» اللاعبين.
في المنزل، سأقوم بغزوات عدة إلى المطبخ، خلال المباراة، لأحمل ما لذّ وطاب من الأكل والمكسّرات مع... «الزهورات» (بهالبردات). بينما في الملعب، سأكتشف فور دخولي أنّ أبواب الأكشاك موصدة، وبالطبع لن أسمع صوتاً ينادي «كعك... كعك» بين المدرجات المقفِرة.
... في المنزل، سأغفو، في كل مرة، على أريكتي بعد انتهاء المباريات الأوروبية (الليلية)، التي أذبلتني لفرط سخونتها (كما فعلت «الزهورات»). أما في الملعب، فسيوقظني المنبّه على هاتفي النقال بمجرد انتهاء المباراة المحلية (النهارية)، التي أغفتني، معظم فتراتها، لفرط برودتها!