فاجأت إحدى ساكنات منطقة الصنائع جيرانها، بوضع حد لحياتها أول من أمس. رمت بنفسها مع اقتراب موعد مغيب الشمس (الرابعة عصراً تقريباً) من على شرفة منزلها الكائن في الطابق السابع من مبنى قديم يعود لآل شاتيلا، مما أدى إلى وفاتها على الفور، إثر تحطم جمجمتها وإصابتها بكسور قاتلة في مختلف أنحاء جسمها. فوجئ أهالي المنطقة بدورهم بالحادثة، ووصف أحدهم المشهد بالـ«مفجع». تناثرت الدماء على الأرض، وتجمّع الناس قبل أن يُصار إلى نقل الجثة إلى المستشفى. وفيما نفى أهل الضحية أي شكوك في محاولة قتل، لفت مواطن آخر من سكان المنطقة إلى أن الضحية كانت «تعاني أمراضاً نفسية تعود إلى اثني عشر عاماً» وأن أهلها كانوا موجودين معها حين وقعت الحادثة. وفي سياق مواز، رفض عدد من المواطنين الذي يقطنون في المنطقة الحديث عن الموضوع، لأسباب «دينية»، حيث قال أحدهم بعصبية إنه «لا يجوز الحديث عن الأموات بعد وفاتهم». ونقلت وكالات الأنباء عن أهل الضحية، إشارتهم إلى أن ابنتهم كانت تعيش انفصاماً في الشخصية، ولا سيما أن ذلك يعود إلى 10 سنوات. كما لفت أهلها إلى أنها كانت تتناول أدوية للمعالجة. وبعد إشارة القضاء المختص، سُلّمت الجثة إلى ذويها، فجرى تشييعها ودفنها أمس. وتجدر الإشارة إلى أن إحصاءات قوى الأمن الداخلي سجلت 23 عملية انتحار خلال الشهرين المنصرمين من العام الحالي، 13 منها في شباط، في مقابل 5 محاولات جرى علاجها، وهذا ما يعدّ ارتفاعاً عن معدلات العام الفائت، العام الذي حدثت خلاله 114 عملية انتحار (صنّفتها القوى الأمنية كذلك)، فيما كان المعدل الشهري العام 10 عمليات. اللافت أن العام ما قبل السابق (2007) شهد 54 حالة فقط، أي أقل من نصف العدد في 2008.(الأخبار)