شتورا ـ نقولا أبو رجيلي«تفضّل، هيدا من مخلفات جورة تعنايل». يقول بسام عراجي وهو يرمي «جنط» عجلة سيارته المصنوع من الألومنيوم على الأرض، داخل المحل المعد لتصليح وتلحيم المعادن في بلدة بر الياس. وبعد أن يتمنى على صاحب المحل الإسراع في ترميم وإصلاح ما أفسدته الحفرة التي تحتل وسط الطريق الدولية بين شتورا والمصنع على بعد بضعة أمتار من مفرق دير تعنايل، في سيارته، ينطلق في شرح وتوصيف الغضب الذي يعتريه من تعرض سيارته لتلك الإصابة.
تصاحب إيماءاته العصبية جملة من الشتائم تطال جميع المسؤولين والمعنيين في وزارة الأشغال، يختمها بالتساؤل: «بدي أعرف على شو عم يدفعونا ميكانيك كل سنة».
إلا أن «المصيبة مش بس بالجنط»، يضيف عراجي وهو يشير بإصبعه إلى صندوق سيارته البيجو، حيث يودع إطار كاوتشوك خارجياً تعرض بدوره للتمزق من جراء ارتطامه بحافة «جورة تعنايل» التي تتوسع رقعتها يوماً بعد يوم.
وبما أن مصائب قوم عند قوم فوائد، يردف صاحب محل التصليحات الميكانيكية علي حاطوم: «شو جايين تقطعوا رزقتي؟ كل يوم عم صلّح أكثر من عشر جنوطة» في إشارة إلى ارتفاع نسبة التصليحات التي يجريها في أثناء هطول الأمطار.
تعليق ممازح سرعان ما ينتقل حاطوم بعده إلى الجدّ، مبدياً أسفه على إهمال صيانة هذه الجورة وغيرها من الحفر التي بدأت تظهر على طول الطريق الدولية بين شتورا والمصنع.
تخطت قصص وأخبار مخلفات جورة تعنايل الحدود اللبنانية لتصل إلى الدول المجاورة. هذا ما لفت إليه سائق سيارة أجرة سورية أثناء تبديله إطاراً خارجياً مزقته الحفرة عينها. وبعدما تمنى عدم ذكر اسمه، قال لـ«الأخبار» إن جميع السائقين العموميين السوريين والأردنيين بدأوا بتوجيه النصائح إلى زملائهم بضرورة التنبه وعدم السقوط في ما أطلقوا عليه اسم «مصيدة الدواليب في تعنايل». هنا، يتدخل صاحب محل بيع وتصليح الإطارات عمر الآغا، موجهاً كلامه إلى السائق بوجوب الحذر من حفرة أخرى بدأت معالمها تظهر على بعد بضعة أمتار من محله، ولا تقل خطورة عن مثيلتها الواقعة بالقرب من مفرق دير تعنايل، قبل أن يختم حديثه وهو يشير بيده إلى أكوام الدواليب المرمية بجانب محله، التي تعرض معظمها للتمزّق، بالرغم من أنها حديثة الصنع.