يعاني أساتذة البقاع الذين التحقوا بكلية التربية بعد نجاحهم في مباراة التعليم الثانوي من مشقّة الطريق، نظراً إلى البرنامج المكثّف للكلية
البقاع ــ فيصل طعمة
انتظر معلّمو ومعلّمات التعليم الثانوي طويلاً لخوض مباراة دخول ملاك التعليم الثانوي في وزارة التربية. وكانت الفرحة أكبر حين صدر مرسوم التعيين رقم 700 تاريخ 15/11/2008 والتحقوا بكلية التربية بتاريخ 9/1/2009. لكن الصاعقة أصابتهم حين اصطدموا وجهاً لوجه مع مشقّة الطريق، والبرنامج المكثّف للكلية، إلى جانب استمرارهم في التدريس في ثانوياتهم.
وهكذا يتكبد المعلمون، والمعلمات خصوصاً معاناة كبيرة، في الوقت التي لا تزال تواجههم أزمة تعاونية موظفي الدولة والمستشفيات.
«أخرج من منزلي في السادسة صباحاً ولا أعود إلا عند الثامنة والنصف مساء. الأمر مضنٍ جداً والمخاطرة والمعاناة كبيرتان لا تحتملان». هكذا تلخص المعلمة في ثانوية بر الياس والمتدربة في كلية التربية، رنا الظريف، وضعها. تترك الظريف طفلتها ذات السنتين أربع عشرة ساعة يومياً لأربعة أيام في الأسبوع. وتضيف: «في أيام التدريس العادية في الثانويات الرسمية قد لا يتسنّى لنا أخذ قسط من الراحة وتناول الغداء، بعد الانتهاء من دوام التدريس عند الواحدة والنصف ظهراً، لدينا ساعة واحدة فقط للوصول إلى الكلية في بيروت». وتسـأل الظريف كيف سيتمكن المعلمون من الوصول إلى الكلية في أقل من ساعة، وخصوصاً في الظروف المناخية القاسية والثلوج التي تقطع الطريق في ضهر البيدر، علماً بأنّ الغياب ممنوع. وستمتد معاناة المعلمين ثلاثة أشهر إضافية، كما تقول الظريف، لأنّ الفصل الثاني الذي ينتهي في أوائل آب المقبل قد يمتد إلى تشرين الأول بسبب رفض أساتذة الكلية الحضور في شهر آب. وتشدد الظريف على أن الخلل كان في التأخير عن الالتحاق بالكلية ما يقارب أربعة أشهر.
أما المتدرب كميل ملّو، فقد تناول الأمر من الباب التنظيمي للدورة، ويقول إنّه «من المفترض أن نداوم في ثانوياتنا 12 ساعة تدريس مقسمة على ثلاثة أيام و3 ساعات مشاهدة إلى جانب دوام كلية التربية وهو خمس ساعات يومياً على مدى أربعة أيام». ويضيف: «مع العلم بأنّ مرسوم التعيين المذكور كان قد اعتبرنا طلاباً، فطلاب الكفاءة يتعلمون، من دون أن يدرسوا، ويتقاضون أجورهم، أما نحن فلا ندري كيف نعامل؟ فهل نحن في الملاك أم متعاقدون أم طلاب؟ فحتى الساعة لم نتقاضَ أي أجر، لا شهرياً ولا بدل تعاقد، رغم الوعود بأننا سنتقاضى أجورنا عن ساعات التعاقد للأشهر الثلاثة الأولى من العام الدراسي الحالي». ويقول ملّو إنّ الساعات الخمس عشرة التي يدرّسونها توفر الدولة من خلالها أموالاً طائلة، لأنها لم تتعاقد مع أساتذة لتنفيذها. من جهة أخرى، يتحدث ملّو عن معاناة الأساتذة المتدربين في البقاع من الإجراءات التي تفرضها الكلية في حالات الغياب. إذ يطلب من كل طالب إفادة سكن من مختار المحلة، إلى جانب إفادة من مخفر ضهر البيدر تثبت ساعات قطع الطريق بسبب الثلوج في يوم الغياب. ويقول ملّو إنّ عميد كلية التربية الدكتور مازن الخطيب كان متفهماً لمطالب الطلاب، فقام بخفض أيام الدوام إلى ثلاثة، إلا أن هناك شُعباً لا يزال دوامها على حاله.