شهدت مدينة طرابلس اعتصاماً جديداً لقوى الموالاة أمس، أمام قصر العدل في المدينة تحديداً. بيد أن اللهجة ارتفعت هذه المرة: هجوم واسع على القضاء والمحكمة العسكرية، اضافة الى دعوات من المعتصمين «للجهاد وحمل السلاح»
طرابلس ــ عبد الكافي الصمد
تكرّر أمس اعتصام أهالي موقوفين لدى السلطات والاجهزة الامنية والقضائية بملفات مختلفة أمام قصر العدل في طرابلس، في حملة يقودها النائب مصباح الأحدب والنائب السابق خالد ضاهر وإسلاميون، للإفراج عمن يعتبرونهم أبرياء، على أساس أن هناك من يحاول «تخويف الطرابلسيين وشريحة من اللبنانيين عبر إعادة فتح ملفات قضائية قديمة، بعضها متعلق بأحداث 7 أيار وما تلاها من أحداث أمنية مرتبطة بها»، وفق ما أشار الأحدب في بيان وزّعه قبل الاعتصام على أبواب مساجد طرابلس.
وكان الاعتصام السابق الذي نفذ يوم 24 شباط الفائت قد أتى على خلفية توقيف شبان شاركوا في اعتداءات وخلافات محلية وقعت بين مناصرين للموالاة والمعارضة في مدينة الميناء في شباط الماضي، إضافة إلى ضرب شبان من الموالاة لفتى من المعارضة قبل الاعتداء عليه جنسياً، ما استدعى شجباً واستنكاراً واسعاً، وأوقِف على أثره 4 شبان. إلا أن التحرك اتخذ لاحقاً أبعاداً مختلفة امتدت إلى الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية، وإلى آخرين يقال إنهم أوقفوا على خلفية أحداث 7 أيار من العام الماضي.
عشرات الشبان والمواطنين تجمعوا بعد ظهار أمس أمام مدخل قصر العدل أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة، وهم يهتفون «المظلوم حبيب الله والظالم عدو الله»، قبل أن يعتلي شاب ملتح سلماً حديدياً ويهتف: «هذا قصر الظلم وليس قصر العدل. كيف يسرح القتلة في الخارج، فيما هناك مواطنون موقوفون بمحاضر ضبط بـ200 ألف ليرة؟ ونقول للأحدب إن كنت تريد مجاهدين فنحن جاهزون».
وازدادت الهتافات بعدما قال أحد المعتصمين بصوت عال: «الدولة لا تطبق القانون إلا في الشمال، لذلك ليس كافياً أن نكون على حق بل أن نكون أقوياء لحماية حقنا»، فأتاه الرد من آخر: «لو حملنا السلاح ونزلنا إلى الشارع لخافوا منا وحسبوا حسابنا، الكلام لا ينفع». معتصم آخر، يدعى حميد رمضان، رأى أن «القضية التي نتحرك لأجلها محقة، والأحدب وحده يقف معها، لكن كثراً ركبوا موجتها لأهداف انتخابية بحتة». يتسع الحشد قليلاً مع وصول الأحدب الذي يقول عبر مكبّر للصوت جلبه المعتصمون معهم: «جئنا لنطالب بفصل القضاء عن السياسة، لأنه ليس مقبولاً تحريك مذكرات بحث وتحرّ بحق أناس وإغفال مذكرات بحق آخرين». ويرد الأحدب على نائب لم يسمّه قائلاً «إننا لا نطلق النار على الجيش في طرابلس كما يقول، لأن عناصر الجيش هم أبناؤنا، ونحن نتظاهر لقضايا محقة ولتطبيق القوانين واستعادة الهيبة». وعاد الأحدب لمهاجمة مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد بالقول: «هناك أشياء غير مقبولة تحصل في المحكمة العسكرية. هل جان فهد يشتغل عند الدولة أم عند من؟».
واستعاد الاحدب أحداثاً وشواهد سابقة ليربطها بما يحصل الآن، فأشار الى أن أهل الشمال لم يعتدوا على الجيش «بل من استهدف الطيار سامر حنا فعل ذلك، ومن أوقف جنوداً عقب أحداث مار مخايل بعدما أطلق النار عليهم، بينما أطلقت عناصر ملتوية ومشبوهة من الجيش النار على شبان ونساء في باب التبانة، وتوفي أحدهم، وهذا يدفعنا للتأكيد أننا لن نقبل حصول اعتداء بلا حصول تحقيق حوله»، لافتاً الى أن الاعتصام «سيتكرر كل يوم جمعة بعد صلاة الظهر حتى إطلاق سراح الموقوفين وبت أمر ملفاتهم القضائية العالقة».