بيسان طيتروي صديقتي، المتخرجة من جامعات الاتحاد السوفياتي، أن 8 آذار من أهم الأعياد في حياة الروسيات، إنهن يحتفلن بيوم المرأة، كما يُحتفل بأعياد أخرى عالمية ومحلية. كلام صديقتي لفتني إلى أننا، نحن اللبنانيات، لا نعير هذا اليوم اهتماماً كبيراً، كثيرات لا يعرفن موعده، لم يسمعن به، أخريات يعتبرنهن غير ذي أهمية. ثمة من يهتم بالاحتفال به، ولكن لنكن صريحين، المهتمات بهذا اليوم أقلية.
لماذا؟ أي لماذا لا نهتم بيوم المرأة العالمي؟
لأننا في الأصل، نحن بنات الجيل الجديد، لم نعد نطرح الأسئلة المتعلقة بحقوقنا.
ثمة إحساس يسكننا، إنه شعور مركّب يتأرجح بين الرضى والغبن والتسليم بقدر المرأة والقناعة بأن «حالنا أفضل من غيرنا».
إنه جزء من شعور عام بالاستسلام.
نستسلم لقوانين مجحفة بحق جيلنا بالتحديد، فنحن العاملات اللواتي نتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية العائلية، لا تنصفنا القوانين.
نستسلم لمنطق السوق الذي يريدنا على شكل هذه النجمة أو تلك، فنروح نجهد للتمثل بها، ولا نتنبه من أن كل واحدة تقتل فرادتها وجمالها الخاص وأناقتها.
نستسلم لمرجعياتنا الذكورية، فإذا وصلت امرأة إلى المجلس النيابي أو الحكومة، مهد لها الدرب رجل هو أبوها أو أخوها أو زوجها أو...
نستسلم لسلطة الرجال، وقوانينهم، في مراكز العمل، وتجنح كثيرات نحو دور الجارية لتقطف مركزاً ما.
نستسلم لقدرة إسرائيل على تدمير مجتمعنا، ونلعن رافضي شريعة الغاب.
أخيراً، لا أجد جواباً كلما سألت نفسي، لماذا هذا اليوم ليس عيداً بالنسبة لي، ولصديقاتي ولبنات جيلي؟