فاتن الحاجلكن حشيشو يذكر تماماً كيف أنّ المدينة لم تكن تشهد حين بدأ ممارسة المهنة هذا الانتشار الهائل للمدارس والثانويات. ففي صيدا كانت هناك تكميلية للصبيان وأخرى للبنات، و«كنا نُمسك بكل مفاصل العملية التعليمية فنسد في بعض الأحيان تقصير وزارة التربية في تلبية الحاجات المدرسية». كذلك فإنّ وضع الأستاذ الوظيفي لم يكن مهزوزاً «فلا تعاقد في صفوف المعلمين والجميع مستقر في ملاك الوزارة»، يقول ويضيف: «كنا نشعر بأننا عائلة واحدة متضامنة، ومقتنعون بأهمية العمل النقابي وإن كان ذلك يأخذ وقتاً طويلاً من الاهتمام بعائلاتنا الصغيرة». واستمر ذلك لسنوات حيث شغل حشيشو مدى 20 سنة عضوية الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي وساهم في المفاوضات بين الهيئة التنفيذية ولجنة الاتصال العليا لتوحيد الرابطة. لكن ما افتقد إليه حشيشو في السنوات الأخيرة هو بيئة التعليم المتنوعة حيث «كنت وزملائي من مغدوشة والجنوب وإقليم الخروب نخوض نقاشات تربوية وسياسية في جو تفاعلي بعيد عن الحزازات المذهبية».