طرابلس ــ فريد بوفرنسيسلم يحضر وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي إلى طرابلس، أمس، ليعلن بدء أعمال مشروع الجسور في منطقة البحصاص في مدينة طرابلس، بل حضر لتحطيم اللوحة التي تشير إلى البدء بتلك الأعمال، والتي كان قد وضعها قبل 4 أشهر. فلدى وصوله إلى الموقع انتظر قليلاً ريثما يعيد عمال البلدية اللوحة إلى مكانها، إذ كانوا قد رفعوها منذ أسبوع إثر اتخاذ القرار بإلغاء المشروع. وتوجه العريضي إلى اللوحة، حاملاً في يده علبة «سبراي» رشّها بها، ثم انهال عليها تحطيماً بمطرقة حديدية.
الأكيد أن الوزير العريضي لم يضع «لوحة الإعلان ليزيلها في ما بعد»، كما قال، لكنه فسّر خطوته الاستعراضية تلك بأنه اكتشف أن الأرض التي كانت الجسور ستشيّد عليها «تحتضن كل البنى التحتية لطرابلس من قساطل لمياه الشفة إلى القسطل الرئيسي لمياه الصرف الصحي، وشبكة الهاتف الثابتة، ناهيك عن وجود خط للتوتر العالي يمر فوق الموقع مباشرة»، وكل هذه المرافق الحيوية كانت موجوده منذ ما قبل إعداد الدراسات اللازمة لهذا المشروع. من هنا جاء سؤال الوزير للمسؤولين عن هذا الخطأ الفادح: «ألم تكونوا على اطّلاع بأن البنى التحتية موجودة في هذه المنطقة؟». وأعلن العريضي أن هذا الأمر «وضع وزارة الأشغال أمام أمرين، فنحن لا نستطيع أن ننقل البنى التحتية إلى موقع آخر، لأن كلفة ذلك تفوق مليار ونصف مليار ليرة، إلى مشكلة قطع المياه عن طرابلس طوال الحفر، أي لمدة تزيد على أربعة أشهر، والأمر الثاني هو تأخير التنفيذ». وحمّل العريضي المسؤولية للاستشاري وللمسؤولين في الوزارة «لأن المسؤوليات مشتركة بما يتعلق بالاطّلاع الكامل على الملف الذي أحيل إلى التحقيق لتحديد وتحميل المسؤوليات الكاملة». ووعد العريضي بالبحث عن البديل، إذ تدرسه البلدية الآن مع مكتب الدراسات والاستشاريين الجدد، وهو كناية عن جسر واحد وليس جسوراً عدّة كما كان مقرراً في المشروع السابق، ويبعد نحو مئة متر فقط جنوب الموقع الحالي. ثم توجه العريضي، إلى مرفأ الصيادين في البترون حيث اطّلع على وضع الميناء في حضور وزير الاتصالات جبران باسيل، والنائب أنطوان زهرا، وعدد من رؤساء البلديات وصيادين. وأعلن العريضي إطلاق مشروع توسعة المرفأ الذي تم تلزيمه، وبشّر بمشروع آخر يتم العمل على الإعداد له في سبيل تنفيذه وهو معهد التدريب لتدريس الصيادين وإعطائهم شهادات رسمية. ثم تحدث الوزير باسيل، معلناً عملاً مشتركاً بالتعاون مع وزارتي النقل والزراعة لإعادة إحياء معهد علوم البحار. أما النائب زهرا، فنوّه بكلام الوزير باسيل، متمنياً تذليل العقبات لإعادة تشغيل معهد علوم البحار والاستفادة من هذا المرفق.