خضر سلامةورفضنا يوماً، حين سمعنا قرار الوزير المجتهد، أن نعرّف بأنفسنا لدى دوائر الدولة بالاسم العلمي المعتمد تقليدياً في العمليات الكيميائية لصناعة شبه المواطن في معاملات بلد العجائب. وسألنا ببراءة عما إذا كان يحقّ لنا التفاخر باكتمال نموّنا كمواطنين على مقياس شرعة الإنسان، أو أننا ملاحقون بشكلية الخطوة وانتظار ستين سنة أخرى لخطوة جديدة. وسألنا عن سعر حملة تقودها العقول، تقنع الآباء بأنّ محو اسم الطائفة لا يمحو الحب الخالص لله المعلّق فوق صليب، أو الساكن في مئذنة. كما تساءلنا إذا كان يحقّ لحامل العلامة المائلة إلى اليمين، بعيداً عن القلب، أن ينتخب، يتوظف، يتزوج، ينجب ويخدم علمه تحت لواء هذه العلامة؟ أم أنّ في جعبة الحكومات دوماً أوراقاً تكشف فيها ما خبأناه في مظلّة قرارك أو أنه مجرد حصر عددي لأرقام الحالمين بإصلاح يقلب السلطات الموبوءة بالطائفية؟
نخاف أن يظلّ المقاطعون علمانياً لدويلات الطوائف خاضعين لأحكام «النَّوَر» يا معالي الوزير، ويتعبنا أن نضرب في الرمل كل يوم للتعلق بالتفاؤل، ونقرأ في كتب النظريات أحلامنا، ونعزف اللا ـــ انتماء على ربابات اللادولة... حرّرونا من عقدة الوطن المقفل على الطوائف، ولا تتركونا «نَوَراً».