روني عبد النوركُشف أخيراً، خلال مؤتمر Lift في سويسرا، النقاب عن حاسوب QB1 المعدّ للتفاعل مع حركات المستخدم، وهو من بنات أفكار مارتينو ديسبوزيتو وفريديريك كابلان، الخبيرين في معهد لوزان الفدرالي التقني والمتخصصين في تطوير برامج الرجال الآليين. يتكوّن الحاسوب من شاشة نقّالة ترتكز على ذراع مزوّدة بمفاصل متحرّكة، ومن لاقط للأشعة ما دون الحمراء. ويراقب باستمرار البيئة المحيط به، كما يعمل على تحري وجود الكائنات الحية بقربه وعلى تحليل الصور الثلاثية الأبعاد، بحيث يحدد برنامج معلوماتي متّصل به وضعية الذراعين واليدين محللاً الحركات المختلفة. وتعتمد عملية تحليل الصور على تقنيات سابقة أُنجزت في المعهد الآنف الذكر كانت قد حصلت على براءات اختراع في أوقات سابقة. قدرات النموذج الأولي من QB1 محدودة للغاية، فهو حالياً يستطيع اختيار قطع موسيقية، من لائحة الأغاني، تتناسب مع ذوق المستخدم، إضافة إلى التحكم بارتفاع الصوت، إلا أن التجارب المتواصلة تؤكّد أن تطوير إمكانات الحاسوب ليس صعب المنال.
هنا يُذكّر الخبراء بأن الحواسيب صُمّمت في الأصل من أجل الاستعمال في وضعية الجلوس والقيام بمهمات مكتبية، لكنها طُوّرت واكتسبت مع مرور الوقت وظائف جديدة مثل عرض الأفلام والصور العالية الجودة. وهذه المهمات شبيهة بتلك التي يتوقّع هؤلاء أن ينجزها الرجل الآلي المنزلي. لكن لا بد من الاستعانة بقدرات التفاعل الإيمائي وهو ما تتناوله الأبحاث الحالية. فقد حدّد باحثون من المعهد السويسري العام الماضي كيفية تعلّم الحاسوب للطهي عن طريق مراقبة تحركات المستخدم.
وفيما تكمن خصائص الحاسوب السويسري البارزة في قدرته على التكيّف مع عادات مستخدمه، يبقى السؤال عن كيفية تفاعل المستخدم مع الحاسوب «المطيع»، ومدى الإفادة من ابتكار كهذا. وهذا بالذات ما ستركّز عليه التجارب في المرحلة المقبلة بعد توزيع عدد من الحواسيب في أماكن عدة، وتعقّب أدائها في وضعيات واقعية مختلفة.