تنفذ «حركة السلام الدائم» مشروع المصالحة والتنمية في ثماني قرى جبلية، ونظمت للغاية مؤتمر «التعليم بين الواقع والمرتجى»، في عاليه
سوق الغرب ـــ عامر ملاعب
يأتي اللقاء التربوي لحركة السلام الدائم في إطار سلسلة نشاطات بدأت بمؤتمر صحي في مستشفى قبرشمون، وتواصلت مع لقاء في مدينة الشويفات بعنوان «سوق العمل والتوظيف، والبطالة في القضاء».
ويؤكد رئيس الحركة فادي أبي علام أنّ التربية تبقى أفضل الردود على لغة العنف التي سادت في الفترات القليلة الماضية ونالت المنطقة منها نصيبها الجزئي، وخصوصاً ما جرى في 7 أيار. قدّم الأب إيلي عبد المسيح، باسم الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، مقارنة عن واقع التعليم في القضاء منذ 1974 وحتى 2007، إذ ازدادت أعداد المدارس الخاصة مرات عدة، بينما طرأ تغيير بسيط على أعداد المدارس الرسمية مقابل انخفاض أعداد تلامذتها، علماً بأنّ القضاء يشهد ازدياداً كبيراً بعدد ساكنيه نتيجة النزوح من كل المناطق اللبنانية، وخصوصاً من الساحل. وطرح عبد المسيح رؤية للتعليم تحمل خمسة عناوين هي: التربية على التوجيه الديني، حب الأرض والوطن، تقبّل التعددية في المجتمع، تعويد الطالب على المسؤولية والتربية على تفرد الطالب بشخصية مستقلة.
وركز الأمين العام لجامعة الحكمة أنطوان سعد على أهمية وضع مخطط يراعي واقع التعليم. وتحدث الدكتور كميل نصّار من جامعة البلمند عن واقع تعليم الطب في لبنان، فأشار إلى أن لبنان هو البلد الرابع في العالم في هجرة الأطباء، بينما في الواقع ومن حيث العدد، هو الأول مقارنة بالدول التي تسبقه وهي الهند وباكستان وكندا. ونالت المدارس والمهنيات الرسمية في القضاء حصة الأسد من النقاش، فأكد مدير مهنية الشويفات الرسمية أنور بشنق أنّ التعليم المهني لا يزال يواجه النظرة الدونية تجاهه.
واقترح مدير مدرسة مجدليا الرسمية فيصل ضو تحويل الإدارة في المدرسة الرسمية إلى وحدات شبه مستقلة تتعاون مع بعضها ومرتبطة مباشرةً بالمدير عبر الفصل بين الحلقات. وبذلك لا يغرق المدير في تفاصيل إدارية شكلية على حساب التطوير والإبداع. ودعا ضو إلى استحداث مهمة «مشرف حلقة» وإنشاء مكتب لشؤون الطلاب والمراجعات مستقل نسبياً عن النظارة، فضلاً عن تأسيس «مجلس النظام» واعتماد صندوق واحد للمدرسة بإشراف اللجنة المالية والسماح بتجزئة النفقة لجهة توفير الحاجات الضرورية والاستهلاكية وشرائها واعتماد نموذج واحد للفواتير على اختلافها، والتفاعل مع الأهل عبر تعزيز الدور الاجتماعي لمجلس الأهل. وطالب مدير مدرسة بيصور الرسمية فارس جابر بخفض سن التقاعد للمدرّسات بعدما أصبح أكثر من 75% من الهيئة التعليمية من النساء وفتح دور المعلمين لإدخال دم جديد ومتخصص إلى القطاع وتوفير المدرسين المتخصصين للمواد الإجرائية مثل المعلوماتية وإلغاء التدريب المستمر أثناء الدوام الرسمي. وأكد مراقبة كل مراكز التسلية في القرى والمدن ومحال الكومبيوتر والإنترنت لما تعكسه علينا في صفوف وملاعب المدرسة والعمل على إعادة تنشيط النوادي الرياضية والموسيقية والثقافية والاجتماعية وتقديم الدعم المعنوي والمادي من المجتمع المدني والبلديات لتشجيع المواهب والمناسبات الوطنية.