عين الحلوة ـــ سوزان هاشمما إن تذرف السماء أمطارها على مخيم عين الحلوة، حتى ينجلي المشهد عن هشاشة شبكة الصرف الصحي في المخيم، حيث تقتحم المياه الأزقة والبيوت.
هكذا، لم تفلح «إجراءات» أم علي الوقائية في «الشتـوة» الأخيرة في ردع مياه المجاري المتسرّبة من «ريغارات» المخـــيـم عن اقتحـــــام دكانها في عين الحلـــــوة، والانقــــــضاض بكل أوساخها على البضاعة الموجودة على الأرض.
وكلما أمطرت، يتكرر المشهد في معظم المحال التجارية والمنازل ذات المستوى الأرضي حيث تغرق بمياه المجاري، وتتحول أزقة المخيم وشوارعه إلى مستنقعات وبحيرات من المياه المبتذلة.
«التدابير» إذاً لم تعد تنفع لصدّ تسرّب المياه، وخصوصاً إذا كانت الأمطار غزيرة. ولكن ما هي هذه التدابير؟ ببساطة، هي تتلخص بإنشاء الأهالي موانع من الإسمنت (حافّة وطيئة) على مداخل المحال والمنازل، أو ورفع مستوى سطح الأرض بالإسمنت والباطون.
لكن نظراً إلى كلفتها المرتفعة وتردّي الوضع الاقتصادي للناس، فإن معظم سكان المخيم استغنوا عن هذه التدابير، وخصوصاً أنها «مش نافعة دايماً»، كما يقول إحسان بهلول صاحب أحد المحال، مشيراً إلى أنه رغم وضعه مانعاً إسمنتياًَ، فالمياه لا تزال تجتاح المحال، ومردفاً أنه في كل «شتوة» يقوم بإبعاد الملبوسات عن طريق رفعها عن الأرض، ليقوم بعدها بورشة إزالة المياه وتنظيف المحل.
أما الأونروا، بحسب ما توضح مصادرها لـ«الأخبار»، فتقول إن شبكة الصرف الصحي في المخيم، التي يصفها أهله بأنها «نكبة من أيام النكبة»، هي من ضمن مشروع تأهيل البنية التحتية فيه، الذي وُضعت دراسة شاملة بشأنها منذ سنوات. وتقدّر كلفة المشروع بحوالى 15 مليون دولار، كان الاتحاد الأوروبي قد دفع قسماً منها (7 ملايين دولار) على أن تدفع السعودية القسم الباقي وفاءً بتعهّد قطعته. بيد أن تعهّد السعودية بقي أسير الأوراق، ما حال دون تنفيذ المشروع، وتالياً استرجاع ما قدمه الاتحاد الأوروبي من أموال. وتشير الأونروا إلى أن المشكلة مادية صرف، وما إن تتوافر الأموال اللازمة حتى يبدأ العمل بتنفيذ المشروع.
وإلى أن «يفرجها الله وتتوافر الأموال، منبقى عايشين بحالة حذر وترقّب»، يقول أمين كعوش بعد التجربة التي ذاقها أخيراً، إذ دهمت مياه المجاري منزله ليلاً وقضت على الأثاث والموجودات، بحيث قامت الأونروا بالتعويض عن قسم من الخسائر، فيما تطوّع الأهالي والجيران لتوفير القسم الآخر.
ويقول كعوش «بما أن الحالة المادية لا تسمح برفع مستوى المسطح الأرضي (تعلاية المنزل) كما يفعل البعض، فليس بوسعنا إلا متابعة نشرات الأحوال الجوية، والقيام إثرها برفع ما نستطيع رفعه من أثاث عن مستوى الأرض».