زينب زعيترنجحت إحدى المدارس الأميركية بإزالة اسمها عن لائحة الدولة للمدارس التي تعاني ضعفاً في مستوى نجاح طلابها، وقد عملت إدارة هذه المدرسة بحسب صحيفة نيويورك تايمز على فصل الطلاب، فخصصت صفوفاً للذكور وأخرى للإناث. بدأت مدرسة «۱٤٠ الحكومية»، المعروفة بـ«The Eagle School» تجربة الفصل هذه قبل سنة لمعالجة تراجع نتائج الاختبارات والمشاكل السلوكية للطلاب، وانضمت بذلك إلى أكثر من 40 مدرسة تعتمد هذا الأسلوب في أميركا بحسب الرابطة الوطنية للجنس الواحد في التعليم العام الأميركي.
تهدف هذه المحاولة إلى تحسين أداء الطلاب منفصلين عن بعضهم ذكوراً وإناثاً وبدون أي تكاليف مادية، مقارنة بباقي النشاطات التي تقوم بها معظم المدارس الأميركية لرفع مستوى طلابها الأكاديمي والمعرفي. وكان مدير المدرسة بول كانون قد استحدث مختبرات جديدة للعلوم والكومبيوتر قبل التوصّل إلى قراره القاضي بفصل الفتيان عن الفتيات في جميع صفوف المدرسة، متبعاً تجربة مدرسة في كاليفورنيا الشمالية حققت أعلى نتائج نجاح بعد فصل الطلاب.
وتحدث كانون وعدد من الأساتذة عن التقدم الذي لمسوه بعد الفصل، وشددوا على التحسن الواضح في نتائج الامتحانات، بالإضافة إلى انخفاض عدد المشاكل والشجارات في الصف الواحد، وكذلك الأمر بالنسبة إلى احترام النظام المتبع والمشاركة الواسعة في النشاطات التي تُقام بعد انتهاء الدوام المدرسي. ويقول المدرّس مايكل نابوليتانو: «لا يمكن التعامل مع الفتاة بأسلوب التعاطي مع الفتى، فإذا نظرت إلى فتاة نظرة غضبٍ بسبب إهمالها واجباتها، فقد تبدأ فوراً بالبكاء، بينما الفتى يُبدي موقفاً مغايراً ويتقبل الموضوع من دون أن يذرف دمعةً واحدةً، لأنّه يعدّ نفسه ناضجاً».
لم يلق نظام فصل الإناث عن الذكور الترحيب من المنظمة الوطنية للمرأة في الولايات المتحدة، ورأت رئيسة المنظمة كين غاندي أنّ الفصل من شأنه أن يعزّز القوالب النمطية للجنسين. وهذا ما توافق عليه الكاتبة وأستاذة القانون في جامعة السان جان الأميركية روز ماري سالامون، وتقول: «السؤال يجب أن يكون دائماً: ماذا تحاولون إنجازه بفصل الطلاب، وكيف ستقيمون هذا؟». وتتابع: «إذا لم يُتَعامَل مع هذا الفصل بعمق وفعّالية فسوف تتأكد وتتعزز القوالب الجنسية للجنسين».
من جهةٍ أخرى يدافع البعض عن الفصل بين الجنسين في مدارس الولايات المتحدة، مشيرين إلى أنّ الفتيات يندفعن إلى المشاركة في النقاشات الصفية في غياب الفتيان، وأنّ الفتيان، من أبناء عائلات الدخل المحدود يميلون إلى التركيز والمشاركة بدون وجود الفتيات حولهم.


لغة التشجيع

مايكل نابوليتانو (٥٠ عاماً) أستاذ الصف الابتدائي الخامس، بعد اعتماد نظام الفصل، راح يتعامل مع تلاميذه الفتيان كأنّه مدرب كرة سلة، يستخدم لغة التشجيع والحماسة والصوت المرتفع القوي


التلميذة النجمة

لاريتا هودسون (٣٢ عاماً) معلمة فتيات يبلغن من العمر 11 عاماً، وهي تشجّع طالباتها على النجاح والجِدّ في الدراسة، كأن تقول لهن مثلاً: «عليكن الظهور كنجمات مشعات، وهذا ما أنتنّ عليه فعلاً»