... وعاد الهدوء إلى الأحياء القديمة في مدينة صيدا. ليل الخميس ــــ الجمعة الفائت، لم تسمح الاشتباكات المسلّحة للمواطنين بالنوم، وخاصة في المناطق القريبة من خان الإفرنج. عند الفجر هدأت الاشتباكات، لكن سرعان ما خرق الصمت دويّ قنبلة يدوية. هذه الاشتباكات لم توقع إصابات بشرية، ولم تتضح أسبابها مباشرة. قوى الأمن الداخلي والجيش المنتشرة في المدينة رفعت درجة استنفارها، وانتقلت قوة كبيرة إلى محيط أحياء صيدا القديمة، قبل أن تنتشر داخل أزقتها، تمهيداً لإعادة فرض الهدوء.
وبعد ورود معلومات عن المشتبه في مشاركتهم في الاشتباكات، دُهمت منازلهم، إلا أن عدداً منهم فرّ إلى خارج المنطقة، فتوسّعت خلفهم رقعة عمليات الدهم.
ويوم السبت الفائت، عقد اجتماع في مكتب قائد منطقة الجنوب الإقليمية في وحدة الدرك، ضمّه إلى النائب أسامة سعد ورئيس فرع استخبارات الجيش في الجنوب العقيد علي شحرور.
وخلال الاجتماع، أكّد النائب سعد ضرورة توطيد الأمن وتوقيف جميع المخلّين به، من دون وجود أي غطاء سياسي على أيّ منهم. الرأي ذاته أعربت عنه وزير التربية بهية الحريري في اتصالات أجرتها بعدد من المسؤولين الأمنيين في المنطقة.
وأكّد مسؤولون أمنيون أن طابع الاشتباكات كان فردياً، وأنه بعيد عن الانقسام السياسي الذي تعيشه المدينة والبلاد.
وأشار مسؤول أمني رفيع إلى أن معظم المشاركين في الاشتباك هم من أصحاب السوابق الجرمية، وخاصة الجرائم المتعلّقة بتعاطي المخدرات وترويجها. وذكر المسؤول ذاته أن عدد الموقوفين وصل إلى 11 شخصاً، ضُبط عدد من الأسلحة والذخائر في حوزة بعضهم.
وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً، أول من أمس، أشارت فيه إلى أن «قوى الجيش، بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي، لاحقت العناصر الذين سبّبوا الإشكال الأمني الذي حصل في محلة صيدا القديمة، وتخلله تبادل إطلاق نار من أسلحة فردية، مما أدى إلى إقلاق المواطنين والإساءة الواضحة إلى مسيرة الأمن والاستقرار.
وبنتيجة ذلك، أوقف لبنانيان وأربعة فلسطينيين، كما ضُبطت كمية من الأسلحة والذخائر الخفيفة. وقد سُلّم الموقوفون مع المضبوطات إلى القضاء المختص لإجراء التحقيق اللازم، وسيصار إلى متابعة الملاحقات على ضوء التحقيق، تمهيداً لتوقيف كلّ من يثبت ضلوعه في الحادث».
(الأخبار)