ينقسم طلاب الألبا بين مؤيد ورافض للعمل السياسي، لكنهم يتّفقون على أنّ نظام التدريس لا يسمح بأيّ نشاط، فالدوام يمتدّ حتى السادسة مساءً
هاني نعيم
تتذرع إدارات عدد من الجامعات بعدم نقل المشاكل السياسيّة من الشارع إلى الجامعة لتمنع العمل السياسي داخلها. تبدو قرارات بعض هذه الجامعات صائبة في ظلّ حدوث مشاكل أدت إلى وقوع جرحى بين الطلاب داخل الحرم الجامعي، عدا الجو العدائي والانقسامي الذي يبرز داخل حرم الجامعة. وتندرج الأكاديميّة اللبنانية للفنون الجميلة (جامعة الألبا) في لائحة إحدى تلك الجامعات.
ينقسم الطلاب داخل «الألبا» حول هذا القرار. يعارض طالب في السنة الثانية، آثر عدم الكشف عن اسمه، قرار المنع ويعتبره «تضييقاًً على الحريّات العامّة لأنّه لا يمكن أن نعبّر عن عقائدنا»، كما يقول. ومجموعة من خمسة طلاب كانت تريد إنشاء نادٍ علماني يعنى بالثقافة العلمانيّة والفن، ولكنّهم أحجموا لأن نظام الجامعة لا يسمح بذلك.
لكن هذا القرار يجد من يؤيّده في الجسم الطلابي. إذ يفضّل أحد طلاب السنة الأولى في الهندسة، الذي رفض الكشف عن اسمه أيضاً، عدم وجود نوادٍ سياسية «لتفادي المشاكل كتلك التي حصلت في الجامعة اللبنانية». ويضيف الشاب أنّه خلال زيارة إلى الجامعة اللبنانية ـــــ الأميركية منذ بضعة أشهر، «لاحظت التنافر بين الطلاب بسبب السياسة. ولا أريد أن ينتقل هذا الجو إلى جامعتي».
تتشارك الطالبة في الإعلان غنى فليفل الرأي مع زميلها، وتضيف: «عندما كنت تلميذة في الثانويّة، كنت ناشطة في الشأن السياسي، ولكنّي استنتجت أنّ السياسة لا تؤدي إلا إلى طرق مسدودة. واليوم، أهتم بالشؤون الاقتصاديّة كأولوية». وتنصح غنى الطلاب في الجامعات بأن «يهتموا بالفن والثقافة لأنّهما يثمران أكثر من الحركة في المجال السياسي». وترى غنى أنّ النشاطات المختلفة مثل الندوات التي يحاضر فيها ناشطون في مجال الفن والمعارض الفنيّة التي تنظّمها الجامعة تعوّض قليلاً عن غياب الأندية والنشاطات الطلابية.
ويتّفق الطلاب في «الألبا» على أنّ نظام التدريس في الجامعة لا يسمح لهم بالقيام بأي نشاط، إذ تمتد ساعات التدريس من الثامنة والنصف صباحاً حتى السادسة مساءً. وعن هذا النظام يقول أستاذ تاريخ السينما، ومسؤول نادي السينما في الجامعة الدكتور جو برنس «بواسطة هذا النظام يجري تأهيل الطلاب لسوق العمل، وتحمّل قساوة ظروفه، والالتزام بالوقت المحدد للقيام بالمشاريع»، ويضيف «إذا لم نحضّر الطالب لهذه المسؤوليات، فهو لن يستطيع الاستمرار بالعمل لاحقاً».
إذا كان الطلاب ينقسمون بين مؤيد ومعارض للعمل السياسي، فهم يتوحّدون حول ضرورة إنشاء هيئة طلابية، غير سياسيّة، تطالب بحقوقهم وتتحدث باسمهم لدى الإدارة. إذ يوجد الكثير من المشاكل التي يجب حلّها، فيؤكد أحد الطلاب ضرورة بناء جسر مشاة على الأوتوستراد الذي يصل بين مستديرة الحايك والصالومي، وخصوصاً أنّ سلامتهم معرّضة للخطر. ويتحدّث طالب آخر عن المشاكل الصغيرة التي تبدو غير مهمّة بالنسبة إلى الجامعة. وتختصر غنى قائلة «لو كنت أرفض العمل السياسي، فالطلاب دائماً لديهم ما يقولونه، خارج إطار السياسة».