تظاهر أمس آلاف المعلمين والمتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي من أجل ردم الهوة في سلسلة الرواتب الموحدة بإعطاء 3 درجات بموجب القانون 661 وإصدار المراسيم التنظيمية للمباراة المحصورة بالمتعاقدين بموجب القانون 57. وتزامنت التظاهرة مع إضراب شامل عمّ المدارس الرسمية
فاتن الحاج
جمعت ساحة بشارة الخوري المعلمين للمرة الثانية في أقل من أسبوع. وحّدتهم حقوقهم فحضروا من كل لبنان كي لا يتحوّل مشروع قانون ردم الهوة (3 درجات) إلى مقيم في مجلس الوزراء. أتوا من بيروت والجبل والبقاع وساروا بهدوء باتجاه ساحة رياض الصلح قبل أن ينضم إليهم معلمو الشمال والجنوب. المتعاقدون في التعليم الأساسي كانوا هنا للتضامن مع زملائهم والتذكير بالمراسيم التطبيقية لمباراتهم المحصورة. المتظاهرون جدّدوا التأكيد على إسقاط النواب ومقاطعة أعمال الانتخابات النيابية، على قاعدة «من يمنع عني حقي سأمنع عنه صوتي». أعلنوا أنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم المكتسبة في وطن الحريات «من العار في وطن الحريات والديموقراطية أن يطلب الحق ولكن؟ العدالة حقنا، المساواة هدفنا ووحدة التشريع غايتنا».
في ساحة رياض الصلح، يستعّد رؤساء الروابط، الممثلون في المجلس المركزي لروابط المعلمين الرسميين للتحدث باسم المتظاهرين. فتشرح عايدة الخطيب (بيروت) القضية: «في عام 2001، وبموجب القانون 661، حصلنا على السلسلة الموحدة لرواتب المعلمين والأساتذة، ورغم الغبن الذي أصاب المعلمين، ارتضينا أن يكون الفارق 14 درجة بين أساس راتب المعلم في التعليم الأساسي وأساس راتب زميله في التعليم الثانوي. لكن، بعدما أصبح الفارق الآن 17 درجة، نطالب ونصر على نيل الثلاث درجات المستحقة لنا».
يعلّق كامل شيا (جبل لبنان): «ردم الهوة ليس منّة من أحد، بل تصحيح لوضع خاطئ، ومن حقنا أن نطالب ليس به فقط بل بمفعوله الرجعي، ولكننا لم نفعل شعوراً منا بالوضع المالي والاقتصادي فهل يشعر أولياء الشأن بمعاناتنا؟». ويحذّر حمود الموسوي (البقاع) من اللجوء إلى التصعيد والإضراب المفتوح إذا استمر التجاهل المتعمد من رئيس الحكومة والوزراء وعدم المشاركة في الاستحقاق الانتخابي في 7 حزيران ناخباً وعاملاً في إنجازها.
أما حسان صالح (الجنوب)، فيقول: «17 عاماً والمعلّم الرسمي يصرّ على مدرسة رسمية رائدة ترفع رأس الوطن والمواطن». يذكر ساحات التظاهر التي تعرف وجوه المعلمين يوم تحرّكوا في تظاهرة «الشمسيات» ونالوا 3 درجات، واليوم «أصبح لنا في ذمتكم 3 درجات مضى على الوعد بها 10 سنوات».
من هنا، يستغرب محمود خليل (الشمال) حديث المسؤولين عن «أننا نريد تحقيق مطالبنا بكبسة زر فيما يحصون لنا أيام العمل ويدفعون بنا إلى الموت ويتركوننا من دون الحماية الاجتماعية». ويقول: «نحن المساحة الباقية العاصية على مشاريعكم الفئوية والتي ترفع لواء الدولة». ويدعو إلى عدم الوقوف «بيننا وبين طلابنا، فنحن مستعدون للتعويض عنهم بدلاً من اليوم عشرة». ويؤكد رئيس لجنة المتعاقدين ركان فقيه أنّ التظاهرة خطوة نوعية في مسيرة العمل النقابي للنهوض بالتعليم الأساسي الرسمي الذي وصل إلى مرحلة من السوء اقتربت من الكارثة.
بعد التظاهرة، التقى وفد من المعلمين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في مكتبة في السرايا الحكومية. ونقلت الخطيب في اتصال مع «الأخبار» استياءه من اقتراحات القوانين المعروضة على الجلسة التشريعية غداً الخميس والمفصلة على قياس أشخاص. لكن الوفد شرح له «أن ردم الهوة حق مكتسب لنا ومشروع القانون أخذ مساره بالطرق القانونية». ابتسم الرئيس من دون أن يحدد موعداً لطرح المشروع على جدول أعمال مجلس الوزراء. أما المعلمون، فيأملون أن لا يضطروا إلى تنفيذ خطوات تصعيدية.


منطلّع نواب ومنّزل نواب

لم يكد المعلمون يصلون إلى ساحة رياض الصلح حتى صرخوا على بعد عشرات الأمتار من مجلس النواب: «نحنا يا شباب، بيوم الانتخاب، منطلّع نواب ومنّزل نواب». كان لافتاً أن يخص المتظاهرون بشعاراتهم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بعدما تسلّم شخصياً مشروع قانون ردم الهوة. فهتفوا: «سنيورة نحنا جينا، تنقلك ما بقا فينا، نحمل ظلم ونحمل هم، وبالشوارع ترمينا. يا سنيورة تانتهنّى، ردم الهوة مطلب عنّا. يا سنيورة طلّ وشوف، رح نحكيها عالمكشوف، يا الدرجات، يا الإضرابات ومقاطعة الانتخابات». ذكّر المعلمون النواب والوزراء بأنّه لولا المعلم لما كانوا على ما هم عليه الآن «يا معلم طالب طالب، حقوقك هي المطالب، لولا المعلم ما كان، لا وزير ولا نايب».