ريتا الشيخما بكِ يا سماء تمطرين وترسلين عليّ الصقيع في هذا الزمن الغدار؟
أريدكِ أن ترتوي من مائي الطاهر لتطفئ غليان قلبك ألم أعد صديقك! بالك!
ألم يعد يهمك أمري؟ فضفضي!
تدور الأرض حول نفسها كالطفل المقوقع في بطن أمه. انظري أترين كيف يقتلعون جذور أولادي من أمامي، يروونني من دمائهم؟ أترين نصفي الآخر، أرجواني اللون، هذا دم أطفالي الشهداء. والأخضر اللون هو الحقول والبساتين المزدهرة من أرواحهم.
يعتقدون أنني لن أستطيع الصمود، لن أستطيع أن أدافع عن شهدائي الأبطال فيا لغبائهم! ألم يفهموا بعد؟ فأنا لبنان! وأولادي الشهداء عند ربهم أحياء يرزقون!
إذا زلزلت نفسي من حولهم بقدرة الله فأين لهم المفر؟ ألم يئن لهم أن يعتبروا؟
أنا لبنان ذو العلم الأخضر والأرجواني اللون، المرفرف دائماً، وأولادي الشهداء باقون هنا معي بأقلامهم الذهبية، بعقولهم باقون جيلاً وراء جيل، كلما اقتلعوا جذراً من جذوري سينمو الآخر.
شكراً يا صديقي على مواساتي، فأنا لا أنكر فضلك، ومعاً سنبقى أنا أنبت أبطال وأنت ترويني بمائك الطاهر. أطمئن الله معي، أنا أم الشهداء الصابرة، أنا أرض المظلومين أنا أرض الشهداء، أنا أرض الإيمان، أنا قانا، أنا مروحين! فمن مثلي! أنا أرض السلام، صلّ معي للسلام. أنا وأنت واحد. وأنا لبنان العظيم السيد الحر المستقل.