البقاع ــ رامح حمية«إذا انتدبونا رؤساء أقلام اقتراع، كيف سننتخب؟»، سؤال يطرحه الأستاذ علي على عدد من زملائه في إحدى ثانويات البقاع الرسمية، مستفسراً عن الآلية التي ستعتمدها وزارة الداخلية بالنسبة إلى اقتراعهم. السؤال قوبل بكثير من الاقتراحات والتأويلات، فمِن «لِمَ لا ننتخب قبل يوم» من الانتخاب، إلى «رح نبقى رؤساء أقلام في قرانا وبلداتنا ومننتخب فيها»، إلى السؤال عن طريقة الفرز إذا كانت ستجري قبل الانتخابات العامة أو معها؟ أسئلة لم تطرح سابقاً، لأن الانتخابات النيابية أو البلدية والاختيارية في الدورات الماضية كانت تجري في كل محافظة ويخصص لها يوم أحد من كل أسبوع، على التوالي وعلى مدى شهر ونصف شهر، ويُنتدب لها من الموظفين الرسميين، رؤساء أقلام وكتبة مساعدون من محافظات أخرى. أما اليوم، وقد أُقرّ إجراء الانتخابات النيابية في يوم واحد بتاريخ 7 حزيران، فإن حالة من الارتباك والتساؤلات شملت فئة واسعة من الموظفين الرسميين وفرضت عدداً من الاقتراحات للآلية التي سيقترعون بموجبها، وذلك في ظل عدم بتّ الآلية من جانب وزارة الداخلية. فقد أشار مصدر مطلع (رفض ذكر اسمه) إلى أن «المسألة لم تبتّ» حتى اليوم، لكن من الممكن الاعتماد على الاقتراح الذي يقضي بتخصيص يوم الرابع أو الخامس من شهر حزيران لاقتراع رؤساء الأقلام ومساعديهم كلّ في مركز محافظته، وأن بتّ هذه الآلية «سيكون في الفترة المقبلة».
عليه، فإن الانتخابات النيابية في لبنان تحتاج في 7حزيران وفي المحافظات كلّها، إلى نحو 11 ألف موظف رسمي لإدارة أقلام الاقتراع، وغالبية هؤلاء لا يملكون حتى الآن «الآلية» الرسمية الخاصة باقتراعهم.
يشير مهدي البواري إلى أن آلية اقتراع رؤساء الأقلام ومساعديهم «ما زالت ضبابية وغير واضحة التفاصيل»، إذ لم يصدر عن وزارة الداخلية، حتى اليوم، أي قرار بشأن ذلك، وكل ما يُتداول يبقى ضمن إطار الاقتراحات والتأويلات بين الموظفين أنفسهم والماكينات الانتخابية في المناطق.
وتوقّع أن تقرّ كل تفاصيل الآلية قبل صدور قرار تسمية رؤساء أقلام الاقتراع، قبل شهر من موعد الانتخابات. وتوقع البواري أن تتولى لجان القيد الموجودة في المحافظات والقائمقاميات الفرز، ويجري إضافتها لاحقاً إلى النتائج الأخرى.
بدوره رأى عباس حمية أن آلية الاقتراع المعتمدة في غالبية الدول لدى إجراء الانتخابات في يوم واحد هي أن الموظفين العامّين والجيش يقترعون إما قبل أيام على انتخاب الآخرين أو بعد ذلك بأيام عدّة.
وأوضح أنه في لبنان من الممكن أن يجري ذلك بالطريقة ذاتها، فوزير الداخلية لفت في إحدى المقابلات التلفزيونية إلى الاقتراع قبل أيام من الانتخابات، لكنه لم يذكر الآلية. وسأل حمية عن طريقة الفرز وتوقيتها وعن حفظ الصناديق حتى انتهاء عملية الانتخابات العامة يوم الأحد، متوقعاً أن يثير ذلك «الكثير من التساؤلات لدى البعض».
ورأى علي أبي رعد أنه من الممكن أن تحصل انتخابات رؤساء الأقلام في مكان واحد للمحافظات كلها في وزارة الداخلية. ولفت إلى أنه ينبغي لوزارة الداخلية مراعاة وضع الأساتذة الذين يقيمون في بيروت وقيود نفوسهم في البقاع، سائلاً: «لِمَ لا ينتخبون في وزارة الداخلية؟»، وخصوصاً، أن «أيام ما قبل الانتخابات العامة في 7حزيران تعدّ أيام عمل عادية، وتالياً، سوف يُحرمون عدداً من ساعات التعليم، أي خسارة بدل هذه الساعات».


اقتراع مركزي للموظفين؟

كشف رئيس ماكينة حركة أمل الانتخابية في البقاع العميد عباس نصر الله، لـ«الأخبار»، أنه لتمكين الموظفين المنتدبين لإدارة أقلام الاقتراع من ممارسة حقهم في الانتخاب، ستنظّم وزارة الداخلية لكل دائرة انتخابية، عملية اقتراع مركزية لهؤلاء قبل اليوم المحدد للانتخابات، وسترسل الصناديق بعد احتساب الأوراق مقفلةً إلى لجنة القيد بمواكبة أمنية، لتفرز وتضم نتائجها إلى نتائج الصناديق الأخرى في نهاية عملية الاقتراع يوم الأحد. وأكد الرجل أن أصول اقتراع الموظفين هي ذاتها أصول الاقتراع العامة. أضاف إن المحافظ والقائمقام، كل وفق صلاحياته، يعيّن رئيساً وكاتباً لكل قلم اقتراع من موظفي الدولة، وذلك قبل شهر من موعد الانتخابات، ولا يبلّغون بمكان انتدابهم إلّا قبل 3 أيام من 7حزيران.