غاب لبنان الرسمي عن الدورة العاشرة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، التي عقدت في جنيف من 7 حتى 17 آذار الجاري. تغيّب لبنان عن الدورة ليس جديداً بحسب الأمين العام لمركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب، محمد صفا، الذي رأى في حديث مع «الأخبار» أن هناك لامبالاة من الدولة في التعامل مع المحافل الدولية التي تعنى بالشؤون الإنسانية، «فهذا ديدن البعثات اللبنانية الرسمية منذ ما قبل التحرير عام 2000 وفي عز أيام الاحتلال الإسرائيلي، حيث كان تعذيب المعتقلين في أوجه».صفا كان قد ترأس وفد «شبكة أمان» إلى الدورة في جنيف حيث جرى البحث مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في شؤون المعتقلين في العالم تحت عنوان «التعذيب إرهاب»، كما التقى الوفد هيئة الـ«UPR» (المراجعة الدورية العالمية) وهي هيئة استحدثتها الأمم المتحدة لتلزم الدول تقديم تقارير عن أوضاع حقوق الإنسان فيها، فيما لم يقدم لبنان أي تقرير للجنة مناهضة التعذيب منذ ست سنوات، كما لم يقدم أيّ تقرير عن أحوال السجون والطفل والمرأة، لكن الـUPR ستلزم الحكومة اللبنانية بتقديم هذه التقارير في حدود عام 2010.
وشكا صفا من تقاعس الدولة عن إثارة ملفات حقوقية عديدة في المحافل الدولية، منها ملف جثامين الشهداء والمفقودين، وملف القنابل العنقودية والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، التي لم يكن آخرها حادثة احتجاز الأخوين طرّاف من داخل الأراضي اللبنانية في الجنوب على يد الجيش الإسرائيلي، حيث جرى تعذيبهما وتعريضهما لنهش من الكلاب العسكرية، ولم يرفع لبنان أيّ تقرير إلى الأمم المتحدة للاحتجاج على هذه الحادثة.
(الأخبار)