صور ــ الأخبارلجأت سميرة (35 عاماً) إلى أحد المشعوذين ليهديها إلى الحمل. فهي بعد عشر سنوات لم تصبح أمّاً، رغم الأدوية والعمليات الجراحية التي خضعت لها، وصولاً إلى زرع بويضة لإنجاب طفل أنبوب. إلا أن سميرة ظنت أنها حملت بعد جلستين «روحانيتين»، وانقطعت لديها الدورة الشهرية، وهام أفراد العائلة والأقارب على وجوههم بانتظار المولود. لكن الأم الموعودة لم تصدق تأكيد الأطباء أنها ليست حاملاً بطفل، بل بحلم الأمومة بسبب الضغوط النفسية التي تعانيها، إلى أن مرّ الشهر التاسع على سميرة مرور الكرام. ولولا التسليم بقضاء الله وقدره «لكان لي تصرف آخر قد يصل الى الانتحار»، تقول سميرة التي تزوج زوجها امرأة ثانية طلباً للأبوّة.
في عيادة الطبيبة النسائية علا ضاهر، تجتمع العشرات من أمثال سميرة، طالبات الأمومة والهاربات من ضغوط المجتمع والزوج والعائلة ولكل منهن معاناة تنهيها صرخة طفل. زهرة (19 عاماً) تزوجت منذ أقل من عام، لكنها لم تحمل مباشرة، ما لم يعجب زوجها وأهله وأهلها، فاختارت أن توقف دراستها الجامعية وتتفرغ لعلاج الأمومة. وتشير ضاهر إلى «تأثير المجتمع على قرار الأمومة، إذ أشعر بأني أعالج معها عائلتها وعائلة زوجها وأقاربهما».
أما سيدة الأعمال الناجحة سهى (40 عاماً) فقبلت بأن تقترن برجل لديه أربعة أطفال من زواج سابق «لأني بدي لحّق حالي وأصبح أماً قبل أن تروح عليي». وبعد مرور شهر على زواجها، لجأت سهى إلى الطبيبة لتخضع لجميع العلاجات الممكنة «فلا وقت لدي كي أنتظر الرحم الباردة التي تنبض ناراً في أحشائي»، فضلاً عن أن زوجها لا يدعمها لأنه «لا يتفهم رغبتي الملحة لأن أكون أماً بأي وسيلة، مكتفياً بأبوته التي ينعم بها». ولا تستبعد في حال عدم حصول حمل أن تطلب الطلاق لتتزوج من رجل آخر، متفائلة بتطور العلاج الذي تستعد للخضوع له رغم كلفته العالية في لبنان، إذ لا تكفل الجهات الضامنة معظم العلاج، حتى لو اضطرت إلى استدانة قرض مالي من أحد البنوك لتغطية النفقات.
من جهتها، تقر ضاهر بالدور السلبي الذي يؤديه بعض الأطباء المختصين الذين يغالون بتصوير الأمومة في خطر لكي يجذبوا النساء إليهم حتى تحول علاج العقم أو ضعف الإنجاب وزرع بويضة إلى موضة. بالإضافة إلى حقيقة ازدياد نسب العقم في لبنان لدى الجنسين بسبب التلوث، وتناول المأكولات السريعة والخضار المرشوشة بمبيدات خطرة ومخلفات قذائف عدوان تموز.