نحن نقترب من موسم الانتخابات، إن نسيت الأمر فستجد دائماً، في سيارة سرفيس من يذكّرك به. الطقس آذاري غدار، والسائقون يكرهون الانتقال من الطيونة إلى الحمرا، فإن وقعت على من يرضى بأن يقلك إلى قلب بيروت، فأسرع وارتمِ على مقعده الخلفي ولا تناقش، الوقت يمر، ومواعيد العمل تقترب.اصمت، مهما سمعت، إنه موسم انتخابي...
اصمت وإن كان الحديث الموجه إليك يتناول أشخاصاً لم تسمع بهم قط، فما أكثر الذين مروا على مقاعد المجلس النيابي دون أن يتركوا في المبنى أو الوثائق الصادرة عنه أي أثر... لا تدع المفاجأة تأخذك إن سمعت كلاماً عن نائب سابق، مر في المجلس مرور الكرام، وإليك سيناريو للحديث المتداول، حديث السائق وأحد الركاب. ــــ الله يرحم زمان وأيام زمان / ــــ كان النائب خواجة / ــــ هل تذكر فلاناً / ــــ طبعاً أذكره
(ستدهش أنت لأنك بالكاد تذكر الاسم)
ــــ ولماذا تتذكّره / ــــ لأنني أنا صنعته، كان شحاذاً، لا يملك فلساً، جاءني شاكياً باكياً، فطلبات زوجته ابنة الرجل المهم لا تنتهي.
ــــ طيب / ــــ أرسلته إلى الخليج، واهتم به إخوتي، ووجدوا له وظيفة
ــــ وبعدين؟ / ــــ تقرّب من أحد الأمراء والمتمولين، الله فتحها عليه وقال الكريم خذ، ونسيني ونسي إخوتي، جمع ملايين الدولارات ولم يخصني بمئة ألف دولار حتى / ــــ أمممممممممم يغادر «صاحب الأفضال» السيارة، يتمنى الخير للسائق، وهو يكيل الشتائم للراحل.
يلتفت إليك السائق سائلاً «هل يمكن أن تصدق هذه الخبرية؟ كان فلان كريماً يوزع المال يميناً وشمالاً، حمار، لم يعرف من أين تؤكل الكتف، فلم يجد له مكاناً على لائحة محترمة (أي مدعومة) ومات من القهر».
لا تحاول أن تسأل عن الراحل فلن تجد باسمه ملفاً أو اقتراح قانون...