محمّد نزّال«دخل السارق محلي. سرق محفظة زوجتي وخرج. كاميرات المراقبة سجّلت ملامحه، فحملتُ التسجيل وذهبت به إلى أقرب مخفر للدرك». هذا ما يرويه مازن قانصوه، صاحب محل لبيع القماش والبرادي في منطقة كورنيش المزرعة، لـ«الأخبار» عن السرقة التي تعرّض لها محله يوم 16/3/2009. تقّدم بادّعاء لدى مخفر المصيطبة الكائن داخل مبنى ثكنة الحلو، التي لا يفصلها عن محله سوى شارعين. أخبر قانصوه رجلَ الأمن أن في المحفظة مبلغاً من المال وبطاقات هوية تعود إلى زوجته وأولاده، وأن لديه تسجيلاً مرئياً يظهر عملية السرقة بالتفصيل وملامح وجه السارق بنسبة عالية. طلب رجل الأمن في المخفر من قانصوه أن يُحضر شريط الفيديو المسجّل، ولكن «لكي توفّر عليناَ وقتاً، عليك أن تخرّج لنا صوراً ورقية لنتمكن من تحديد ملامح السارق» خاطب رجل الأمن المواطن قانصوه، الذي استغرب الطلب لعلمه أن هذا من مهمّات القوى الأمنية، التي من المفترض أنها تملك أجهزة متطورة على هذا الصعيد. اضطر المواطن إلى أن يتغيّب عن عمله اليومي وهو يحاول تظهير الصور، فأنهى المهمة. ذهب إلى المخفر فرحاً بما أنجز، متأبّطاً 20 صورة تُظهر مختلف وضعيات السارق، ولكن ما هي إلّا لحظات حتى استحال فرحه حزناً. «الملامح غير واضحة بما يكفي في هذه الصور، لذلك يجب عليك تخريجها بتقنية أكثر جودة ونقاءً»، هكذا كان رد الشرطي. عندها امتلأ وجه المدعي بالخيبة، محدّثاً نفسه: «أليست القوى الأمنية هي المولجة أصلاً بهذه المهمّات؟». يشكو من اللامبالاة التي عومل بها، قائلاً «إذا كان هناك تسجيل مرئي وملامح واضحة، وجرى التعاطي معي بهذه البرودة، فكيف ستكون الحال لو أنّ الادعاء لا يحمل صوراً وشواهد؟». لكنه يشير إلى أن جاره (صاحب محل خلوي) علم بوجود صور للسارق، فهرول ليراها قبل أن يؤكد أنه الشخص ذاته الذي جاء قبل يوم مع رفيق له، وسرق مبلغاً من المال من الصندوق، بعدما قام زميله بدور التمويه والتضليل.
«يبدو أن الأشخاص ذاتهم يقومون بالسرقة في المنطقة وباستمرار» برأي مازن، الذي يلفت إلى أن حالة من الرعب تسود بين أهالي كورنيش المزرعة، نتيجة تعرّض العديد من المحال التجارية لسرقات متتالية، «لم أعد مهتماً بإعادة ما سرق مني، بقدر ما أرغب في أن يُلقى القبض على المجموعة النشطة، للحد من الخطر الذي تمثّله على الناس الآمنين وعلى الممتلكات في المنطقة». ففي غضون ثلاثة أيام وقع عدد كبير من السرقات في المنطقة، بحسب ما يؤكد قانضو، منها «محل لبيع الثريات لا يبعد أكثر من 20 متراً عن مبنى ثكنة الحلو، حيث سُرق منه مولد كهرباء ضخم يحتاج إلى أكثر من 6 أشخاص لتحريكه».