غادة دندش لسنوات طويلة اعتبرت الألعاب الـvideo game من الوسائل التي تشجّع اللاعبين على العنف، وتساهم في عزل الشباب، وتبعد الأطفال عن الحياة الواقعية. وفي الشهور الأخيرة ظهرت دراسات في أوروبا وأميركا لتقدم نظرة أخرى إلى هذه الألعاب، وقد ركزت مجلة «بسيكولوجي» على الآراء الإيجابية، وذلك من خلال ملف نشرته في عددها الصادر أخيراً، في الدراسات الجديدة أكد الباحثون أن الألعاب الإلكترونية يمكن أن تجذب الشباب وتسلط اهتماماتهم بالعام الأوسع من المجتمع الذي ينتمون إليه، ومن الممكن أن تساعد بعض الألعاب في لفت الانتباه إلى المشاكل الكبرى التي تواجهها المجتمعات المختلفة، ومنها المشاكل البيئية والأمراض وغيرها من الأمور التي تجتمع مختلف المجتمعات على مبدأ محاربتها. أن تكون مشاركاً في تحديد السياسة البيئية في منطقتك، أو أن تشارك في الأعمال والجمعيات الإنسانية من أجل المساهمة في توعية الناس على مخاطر بعض الأمراض وضرورة وكيفية محاربتها، أو أن تكون ببساطة المسؤول عن ترفيه الضيوف في إحدى الحفلات، كل ذلك بات ممكناً عبر الألعاب المتنوّعة من Clim City إلى Food Force مروراً بـ Sortez et Revenez. هذه النظرة الجديدة إلى الـ video game من الممكن اختصارها بكلمتين، اللعب الجدّي أو serious gaming. أو كما يحدّدها الطبيب والمعالج النفسي في المركز التعليمي والعلاجي للأطفال في بانتان مايكل ستورا على أنها «إعادة تأهيل الألعاب الإلكترونية، من أجل استخدامها في لفت انتباه الجمهور إلى موضوع محدّد». ليس الأمر دعابة فقد بدأت هذه النظرة الجديدة واستخداماتها المختلفة تلاقي رواجاً شديداً منذ سنتين. وقد بدأت فرق الباحثين ومؤسسات عالمية تنضمّ إلى الأفراد المبادرين في النظر إلى هذه الألعاب على أنها من أكثر الأدوات التربوية فعالية. لكن هل تستطيع الألعاب أن تحوّلنا إلى أشخاص معنيين في الحياة الواقعية بمشاكل البيئة؟ وأن تنقلنا إلى عالم التضامن الإنساني الواسع؟ يجيب ستورا أن هذا الأمر ممكن من خلال حالة التماهي التي يعيشها اللاعب عبر الألعاب المختلفة مع الشخصيات والحالات التي يتابعها في عالم اللعبة الوهمي. هذا الأمر تعتمد عليه وتتبناه منظمة UNHCR المعنية بشؤون اللاجئين التي تحاول عبر لعبة Envers et contre tout، اللاعب لاجئ سياسي يعيش عزلته وغربته وألمه منفرداً. لكن ستورا يضيف أن الألعاب وحدها لا تستطيع أن تحسم انتقال اللاعب الفاعلية والمشاركة في الحياة الواقعية في الأمور التي مارسها في عالمه الوهمي، ويضيف «علينا أن ندرك أن الطفل والمراهق عندما يعود إلى الحياة الجدّية يلتزم في معظم الأحيان بالنظرة إلى المسائل الإنسانية الشاملة، كما ينقلها له الأهل والمحيط المباشر.


التغييرات المناخية

لعبة «كليم سيتي» وضعها مبرمجون من مركز أكيتين الثقافي العلمي، ستُستخدم قريباً في مدارس فرنسية من أجل لفت انتباه التلامذة إلى التغيّرات المناخية والحلول المطروحة من أجل معالجتها


مواجهة الأمراض

لعبة ريميشين التي وضعتها مؤسسة دعم المرضى الأميركية Make a wish تساهم في توعية الأطفال المصابين بالسرطان على ضرورة الالتزام بعلاجهم عبر شرح ماهية المرض الذي يعانونه بأسلوب مبسّط