حسن فاخوريالآن عرفت لماذا استشهد عبد الناصر، عرفت لماذا «راشيل» مكرّمة أكثر من زينب. أيا أبناء الكهرمانة، يموت بناتي رقية وفاطمة وبراءة ولا حراك للأنظمة، أما حين تموت راشيل وسارة وشالومي فتقوم قيامتكم. فلقد نسيتم حرب الـ67 عندما دفن آلاف الأسرى في الصحراء وهم أحياء، لقد نسيتم بحر البقر، وقانا.
أما من حطام ضمير، فلقد حلمت بالمعتصم يبكي عندما قدموا هدية مع باقة من الزهور لشالومي ونسوا دماء أطفالي، فلقد وقفت خجلاً من تشافيز حتى خجلاً من مندوب هيئة الأمم المتحدة وهما تحركا وأنتم غُفاة.
أين المحكمة الدولية؟
أين العدالة التي تدّعون؟
أين سعد زغلول وعرابي ودنشواي؟
أين أنتم يا عرب بـأل التعريف وبدونها؟
أين دشاديش الصحراء وكؤوسها؟
فكم ينتابني الخجل أمام الأجانب عندما أقول أنا عربي وأرفع رأسي عندما أقول أنا من جنوب لبنان. فلقد شاركتم بدم أطفالي، متمنياً أن أقذف بوجوهكم ورؤوسكم حذاء منتظر الزيدي وأجعله مطرقة لمحاكمتكم، فأنتم لا ترون الضوء لأنكم مصابون بعمى الكرامة ومنكم مَن يقول إن أمه أميركا.
إذاً فآباؤكم لا يعدون مثنى وثلاث وعشار وأكثركم غائب عن السمع، تشاتموا واعلموا أن عسس الليل المتعاطي مع القاتل الحقيقي في أقصى الجنوب هو المجرم الحقيقي بالقول والفعل، وإنّ من يجعل المقاومة وهماً فهو خاطئ لأن المقاومة تنبت من عمق التراب وليس باستطاعة أحد اختزالها، فضميركم ملوث في عالم ملوث.
اسمعوا ولا تسمعوا، فلقد قزّزتم العالم يا أصنام أمتنا العربية ويا أصحاب الفخامة والجلالة، فجيوبكم امتلأت بالشواكل عندما مهّدتم لتسوية، والأصح نسف التسوية حتى عميت أبصاركم عن طوابير البشر أمام الإعاشة والأفران وأنتم خططتم لذلك. والحق أن عصر الزعماء قد ولّى لأنه ليس هناك مَن يوقف نزف الدم والمذبحة لأنكم أمة كاذبة ومن دون قواعد.