طرابلس ـــ عبد الكافي الصمدعندما أعلن مايز أدهمي، وهو من صحافيي المناطق المعروفين، عن عزمه تحويل أسبوعية «الإنشاء» التي يصدرها إلى مطبوعة يومية منتصف كانون الثاني الماضي، كتب صحافي طرابلسي آخر هو الياس العاقوري تحت عنوان «مايز الأدهمي المصارع العنيد»، معلّقاً على الخطوة، لافتاً نظر الأدهمي إلى أن دون ذلك «أهوال وإرهاق وسهر ودخان وقهوة، وشد أعصاب ومتابعة، ومحاولة مستمرة للحفاظ على المستوى المهني». بدا العاقوري في ما كتبه كأنه يقرأ مسبّقاً الصعوبات التي ستعترض الأدهمي في إصدار مطبوعته يومياً، وصدق حدسه، لأن «الإنشاء» لم يصدر منها مذذاك سوى عددين، قبل أن تقفل عائدة إلى ظهورها الأسبوعي كل يوم جمعة.
فشل التجربة يومها، جعل الأدهمي يفضّل عدم الخوض في تفاصيلها كثيراً، من غير أن يغفل رغبته في إصدار مطبوعته يومياً «عندما تتوافر الإمكانات المطلوبة، مادياً وبشرياً»، على حد تعبيره.
بعد مرور فترة على «المغامرة»، هدأ الأدهمي قليلاً قبل أن يكشف عن أسباب فشله في إصدار يومي، راداً السبب إلى 3 عوامل: الأول «عدم عثورنا على صحافيين من متخرّجي الجامعات مؤهلين تأهيلاً كافياً، وعدم وجود مخرج فني للصحيفة في طرابلس، فأنا أخرجها بنفسي، إلى جانب عملي في التحرير والإشراف على المواد»؛ والثاني «عدم التزام شركة التوزيع التي تعاقدنا معها بمواعيد التوزيع، إذ كانت تأتي بأعداد الجريدة من مطابع بيروت قرابة الظهر!»؛ أما الثالث، فهو «عدم إلتزام جهات طرابلسية بدعمنا مالياً كما وعدت».
ويشير الأدهمي إلى سببين إضافيين متعلقين بضعف الإمكانات هما «عدم حصولنا على حصتنا من الإعلانات الرسمية، فالكوتا التي توزعها دائرة الإعلانات الرسمية في وزارة الإعلام على الصحف اليومية ليست بالتساوي (الإنشاء التي تأسست عام 1947 هي الجريدة الوحيدة التي تحمل امتيازاً بالصدور اليومي خارج العاصمة)، كما أن نقابة الصحافة التي تلحظ موازنتها أموالاً بالملايين كمساعدات للصحف، لا يصلنا منها شيء».
لكن الرغبة في معاودة المغامرة لم تتلاشَ عند الأدهمي، إذ أكد أنه سيسعى «إلى معاودتها بعد دراسة كل الاحتمالات، لتلافي أي فشل، وتأمين البدائل إذا تكرر ما حصل سابقاً».