حسين يتيم*أما وقد عُدّل الدستور وأصبح من حق الشباب الذين عبروا إلى سن الثامنة عشرة أن يكون لهم رأي في مَن يمثلونهم تحت قبة البرلمان بالاقتراع الدستوري، فإننا نتوجه بالتقدير والشكر لدولة الرئيس نبيه بري الذي أمكنه اختراق هذا الجدار الذي تسلح بنص دستوري خلا من القانونية والحقوقية، كما نتوجه بالثناء إلى النواب الكرام الذين تجرأوا على تعديل هذه المادة الخشبية من دستور وطن نريده عادلاً ومتطوراً بقدر ما نريده نهائياً وثابتاً. وهي مناسبة للذكرى أن الأجيال السابقة اجتهدت وجاهدت من أجل تعديل هذه المادة الصلبة التي مرت عليها دهور وشهور بدون أن تستسلم لإرادة الشباب. وعلى كل حال فإن المثل يقول: أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً. وبعد هذا متى يصبح بإمكان دولة الرئيس نبيه بري أن يعدل المادة 95 من الدستور؟ فتتألّف الهيئة الموكل إليها إلغاء الطائفية السياسية من نظامنا السياسي، ومتى يتحلق النواب مع رئيسهم حول عقدة العقد التي حاول الرئيس بري أن يفكّها مراراً فاستعصت عليه، وهي تأليف هذه الهيئة، والنفاذ من نظام سياسي محنّط إلى نظام سياسي متطور؟
إن شباب لبنان المنتصر اليوم بحقه الدستوري، يطلب بإلحاح من الرئيس بري ومن زملائه النواب المؤتمنين فعلاً على لبنان وطناً حراً ديموقراطياً ونهائياً، أن يتوجهوا إلى حلّ عقدة العقد في نظامنا السياسي، بالعمل نصاً وروحاً وفعلاً على الشروع بإلغاء الطائفية السياسية حتى لا تصبح هذه العقدة سبباً لأزماته السياسية وعلّة لحروبه الداخلية ومنفذاً لجعله ساحة صراعات دولية.

* نائب سابق