هل تخرج الساعات الأربع والعشرون المقبلة بلائحة ائتلافية في انتخابات نقابة المعلمين في لبنان؟ هذا على الأقل ما تنتظره قوى المعارضة و14 آذار
فاتن الحاج
تتّجه قوى نقابة المعلمين في لبنان إلى ترجيح كفة التوافق على خيار المعركة في انتخابات المجلس التنفيذي. ويُنتظر أن يعلن فريقا المعارضة و14 آذار، في مؤتمر صحافي اليوم، لائحة ائتلافية تضم كل القوى السياسية والمستقلين. ويأتي المؤتمر بعد اجتماع مسائي عُقد، الثامنة والنصف من مساء أمس، في مقر النقابة في بدارو لوضع اللمسات الأخيرة على تركيبة اللائحة المكتملة من 12 عضواً واختيار المرشحين المستقلين. وكانت لقاءات الأيام القليلة الماضية بين الفرقاء قد حملت اتفاقاً مبدئياً على صيغة التوافق. وتقضي الصيغة بالتجديد لنقيب المعلمين الحالي نعمة محفوض، وتوزيع مقاعد المجلس كالآتي: 5 مقاعد للمعارضة، 5 مقاعد لـ14 آذار ومقعدان اثنان للمستقلين. أمّا المواقع الأساسية الأخرى من نائب النقيب وأمانة السر وأمانة الصندوق وغيرها، فتوزّع مناصفة بين الطرفين. وفي هذه الحالة إذا كان النقيب ينتمي إلى 14 آذار، فإنّ نائب النقيب سيكون من المعارضة.
وعشية الانتخابات، بدا أنّ هناك أكثر من قراءة لتدوير الزوايا واستبعاد المعركة، وخصوصاً أنّها تسبق استحقاقاً أكبر، أو «لنشوف شو بدو يصير بالبلد»، كما يعبّر أحدهم من المعارضة. ويقول: «على كل حال النقابة بتساع الكل مثل هالحكومة وعلى شاكلة هالبلد». ويرى البعض «أن الشوائب التي رافقت التحضير للاستحقاق لجهة شطب بعض الأسماء ستسمح حتماً للطرف الخاسر بالطعن بلوائح الشطب في وزارة العمل». ويرفض آخرون الحديث عن خوف فريق معين من فريق ثانٍ، «فالهدف تجنيب النقابة الانتخابات حفاظاً على حقوق المعلمين ومطالبهم». من هنا أهمية أن يضم العمل النقابي كل الأطراف السياسية على قاعدة مصلحة المعلم فوق كل اعتبار، كما يقول نائب النقيب الحالي وليد جرادي (تيار المستقبل). ويؤكد «أننا الأداة النقابية الوحيدة في لبنان التي سَلِمت من التشرذم لكوننا نخلع ثوبنا السياسي خارجاً وندخل عتبة النقابة». ويوافق النقيب محفوض جرادي الرأي مؤكداً «أنّنا سبّاقون إلى التوافق، لأنّ ذلك لم يحصل في أي نقابة أو رابطة أخرى».
ومع ذلك، فالتوافق بين الأطراف لا يعني إلغاء الانتخابات وإمكان أن يكون هناك مرشحون منفردون. وبما أنّ هناك اتجاهاً لتطيير النصاب في الدورة الأولى، الأحد المقبل، في 29 آذار الجاري، تكون الدورة الثانية بمن حضر الأحد الذي يليه في 5 نيسان المقبل. لكن الموعد الثاني يتزامن مع أحد الشعانين عند الطوائف الغربية، ما أثار بلبلة في صفوف المعلمين الذين أبدوا انزعاجهم من الأمر.
وكانت نقابة المعلمين قد أنجزت كل الاستعدادات اللوجستية لليوم الانتخابي، من تحديد مراكز الاقتراع والاتفاق مع الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات لمراقبة العملية الانتخابية ورصد المخالفات. وترسل أمانة سر النقابة غداً الخميس لوائح الشطب إلى وزارة العمل مرفقة بكل المستندات، بما فيها ملفات المرشحين وقرار المجلس التنفيذي لمعرفة ما إذا كان هذا المرشح مقبولاً أو لا. وأفاد أمين سر النقابة الحالي جمال الحسامي أنّ عدد المرشحين بلغ 62 أستاذاً، ولم يسجّل لدى أمانة السر أي انسحاب حتى الآن.
يذكر أن انتخابات النقابة أرجئت من تشرين الثاني الماضي بعد تسوية بين وزيري العمل والداخلية، محمد فنيش وزياد بارود، لخلاف بين الأطراف على خلفية شطب النقابة لأسماء تبين لها أنّها غير موجودة في مصلحة التعليم الخاص وصندوق تعويضات أفراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة.


أعداد الناخبين

رست بورصة أعداد المنتسبين الذين يحق لهم الاقتراع على 19552 أستاذاً بعد التدقيق في مصلحة التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم العالي وصندوق التعويضات لأفراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة. ويتوزع الناخبون على المحافظات ومراكز الاقتراع كالآتي: بيروت: 2172 أستاذاً (ثانوية علي بن أبي طالب التابعة لجمعية المقاصد الخيرية، خمسة أقلام). الشمال: 3677 أستاذاً (ثانوية روضة الفيحاء، تسعة أقلام). البقاع: 2429 أستاذاً (المدرسة الوطنية الأميركية كسارة، ستة أقلام).
الجنوب: 1932 أستاذاً (ثانوية المقاصد في صيدا، خمسة أقلام). جبل لبنان: 7898 أستاذاً (المدرسة المركزية جونية، عشرون قلماً). النبطية: 1444 أستاذاً (ثانوية بلال فحص تول، أربعة أقلام).