هاني نعيمكما أنّ المطر سيؤجّل «الكزدرة» على الكورنيش البحري، بالنسبة لذوي الدخل المحدود (جداً). وإلغاء كل النشاطات التي يمكن ممارستها في العادة خارج جدران المنزل، بالنسبة لأبناء الطبقة المتوسّطة التي يصنف وضعها المادي بأنّه ليس أفضل حالاً من حال دب الباندا...
ويمكن طرح السؤال الآتي: لماذا سكان بيروت أو لبنان عامة يصيبهم «التلبّك» عندما تمطر؟ إذ إنّهم يتوقفون عن فعل أي شيء، سوى الجلوس في البيوت قرب المدفأة والذم بجيرانهم الذين ينتمون إلى طائفة أخرى.
تستحضرني الفرضيّة الآتية: ماذا سيفعل سكان بيروت لو كان مناخ لبنان استوائيّاً مثلاً؟ هل كانوا سيتوقفون عن اختراع الحروب مثلاً؟ سؤال رهن التغير المناخي والاحتباس الحراري.
■ ■ ■
هنا، تنتشر بين السكّان شائعة مفادها أنّ المطر يسبب الزحمة في بيروت وشوارعها. هذه المقولة ـــــ الشائعة يمكن دحضها في أيّ يوم «مشمس»، إذ لا تفارق الزحمة نهار بيروت أو ليلها. هي سمة أساسيّة من سمات المدينة، وليس للمطر أي علاقة بالأمر.
وتترافق الزحمة «الافتراضيّة» مع تبرير للتأخير عن المواعيد... لا أحد يعرف إن كان فقط سكان بيروت يستخدمون هذه الحجّة، ولكن المعروف أن اللبنانيين لا يحترمون الوقت (والتاريخ) بغض النظر عن تساقط المطر أو عدمه!