دعاء السبلانينشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تحقيقاً لفتت فيه إلى هجرة موظفي البنوك إلى المدارس ليبدأوا مسيرة مهنية جديدة. فقد تقدّم 270 موظفاً على الأقل هذا العام بطلبات للفوز بوظيفة إدارة أعمال مدرسة، أي الاهتمام بميزانيات وبأمورها المالية وإدارة الملكية.
مايك توير (42 عاماً) كان يعمل رئيساً مجازاً لقسم المالية المُنَظَّم في أحد مصارف العاصمة لندن. ويتولى دعم شركة تعنى بالمتاجرة بالسيارات. يقول توير «لو لم أشعر بأن الوقت قد داهمني لكنت تركت المكتب».
في ربيع 2007، وافق توير على فصله من العمل، وتحضّر للانتقال إلى المهنة التي تُكسبه رُبع الراتب الذي كان يناله، وهي التعليم. هو الآن في منتصف الطريق لنيل شهادة عليا في التعليم. ولا يبدو توير نادماً أو آسفاً لما تعرض له، بل يؤكد حماسته لبدء حياة جديدة ومهنة جديدة.
يؤكد العاملون في المعاهد المتخصصة لتدريب المعلمين أنهم باتوا يتلقون طلبات انتساب من آلاف الموظفين الذين يعملون في قطاعات بعيدة عن التعليم، وجزء كبير منهم من العاملين في القطاع المصرفي. وفي شهر آذار تحديداً ارتفع عدد المتقدمين بالطلبات إلى مكتب تسجيل المعلمين بنسبة 14 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
الباحثون عن فرصة في قطاع التعليم البريطاني مرشحون للازدياد، وخاصة بعدما أعلنت الحكومة البريطانية أخيراً أنها ستقدم عروضات كبيرة للذين يفقدون وظائفهم بسبب الأزمة المالية.
الفترة التي يحتاجها متخرجو الجامعات لمتابعة دورات تدريبية تجعلهم معلمين مؤهلين في إنكلترا ستُخفض من سنة إلى ستّة شهور. وقد يُسمح للفائزين بالعرض الحكومي بأن يتابعوا دورات تجعلهم مؤهلين لتولي وظيفة إدارية في المدارس، ولكن هيئات المعلمين في بريطانيا ردت على هذه المبادرة بغضب.
يقول توير «كنت أفكر في التعليم لبعض الوقت»، ويتابع «التعليم كان مهماً كثيراً في حياتي. كان لديّ بعض المعلمين العظماء وقد كان لهم تأثير كبير في حياتي».
بدأ توير التطوع في ابتدائية في وسط مدينة لندن، ويقول «أشتاق لبعض الناس الذين كنت أعمل معهم، كما أشتاق أيضاً إلى المال، لكن كان هناك عاطفة وحماسة وإبداع في قاعات الدروس».
مارك جونستون (43 عاماً) كان موظفاً في مصرف، وانتقل إلى وظيفة مراقب المحافظ في المدرسة. يعتني بأكاديمية «سيتي أُف لندن»، في إيزلنجتون، شمال لندن. ترك وظيفته المصرفية حيث كان يدير الشركات الصغيرة والمتوسّطة قبل عامين ونصف عام.
يعتقد جونستون أنّ العمل في المدارس يمثّل فرصة «للقيام بأمر جديد»، وهو في الوقت عينه خيار يمكن التراجع عنه بالنسبة إلى غالبية المنتقلين إلى هذا الحقل أخيراً.


عالمان مختلفان

سايمون براون (51 عاماً) مصرفي سابق، يعتني حالياً بميزانيات أربع مدارس، ويعترف بأنه «لا يفقه شيئاً عن التعليم أو عن المناهج الدراسية»، ووجد براون العديد من الاختلافات بين المصرف والمدارس


الجدية مطلوبة

ماري بوستيد السكرتيرة العامة لجمعية المعلمين في بريطانيا، وهي مدرّبة للمعلمين منذ 12 عاماً، تشدد على أن علم أصول التعليم يجب أن يؤخذ بجدية لكي تكون مستويات المعلمين أفضل