الكورة ــ فريد بو فرنسيسقصة التوائم الثلاثة «المحتجزين» لدواعٍ صحية كما تدّعي إدارة مستشفى هيكل، بدأت تأخذ منحىً دراماتيكياً بعيداً عن أي حل قريب لمشكلة الوالد خضر كيال الذي لم يعد يدرك كم من الوقت سينتظر حتى يستطيع احتضان أطفاله. فمنذ أكثر من أسبوعين، لا يزال التوائم في غرفة العناية المركزة يتلقون العلاج، لكونهم وُلدوا قبل أوانهم، من دون أن يستطيع الوالد تدبير المال اللازم لإخراجهم، حتى بعد أن يتجاوزوا مرحلة الخطر. وما زاد الطين بلّة الدعوى التي رفعتها إدارة المستشفى على الوالد بحجة أنه تصرف بطريقة غير لائقة مع الممرضات خلال احتجاجه على احتجاز أطفاله. هذه الدعوى القضائية وضعته في حال لا يُحسد عليها، فلم يعد يستطيع التحرك بحرية، فهو من جهة عاطل من العمل، ومن جهة ثانية غير قادر على زيارة المستشفى لتفقّد أطفاله.
وفيما قال مدير المستشفى سعيد حبيقة إنه لا يعرف تفاصيل موضوع الدعوى، سائلاً: «لماذا لا يأتي (كيال) إلى المستشفى ويعتذر من الممرضات اللواتي أساء إليهن، وعندها لكل حادث حديث»، شرح مصدر مقرب من الإدارة لـ«الأخبار» أن إدارة المستشفى لم ترفع دعوى على خضر «للانتقام منه، بقدر ما هي لتوعيته على احترام الجسم الطبي الذي عمل ولا يزال على مساعدته عبر الاهتمام بأطفاله بالرغم من انقطاعه عن زيارة المستشفى منذ أسبوعين تقريباً». وبغض النظر عن تبريرات الإدارة والمقربين منها، فالسؤال الذي يُطرح هو: كيف لرجل ملاحق الحضور إلى المستشفى؟ وللتدقيق، قصدنا نقابة محامي طرابلس، حيث تبين أنه لا توكيل لأي محامٍ بدعوى مقدمة من إدارة مستشفى هيكل في الكورة على خضر كيال والد التوائم الثلاثة، فأي سر تخفيه هذه القضية، وماذا تريد إدارة المستشفى من كل هذه الرواية؟ العلم عند المستشفى.
ويقول الشيخ مازن محمد، إمام مسجد حربا في باب التبانة الذي يعرف الوالد، إن إدارة المستشفى تسرّعت في تقديم الشكوى بحقّ خضر، إذ كان من المفترض أن تأخذ في الاعتبار الحالة النفسية التي كان فيها والضغط الحاصل لجهة حالة زوجته الصحية وحال أولاده، والمال المطلوب توفيره، الأمر الذي أدى إلى فقدانه أعصابه، وما قام به لا يستدعي تقديم شكوى، فإذا سُجن الوالد فمن يتحرك لتوفير المال اللازم؟ يسأل الشيخ، ويناشد إدارة المستشفى العودة عن قرارها لتفتح المجال أمام خضر كي يحضر إلى الإدارة و«يقوم بتعبئة استمارات وزارة الصحة، لكونه لبنانياً ولا ينتسب إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ومن ثم كي يتحرك بحرية ويعمل على توفير المبلغ الباقي للإدارة من الأشخاص المحسنين والخيرين، وهو سبق أن عمل على توفير مبلغ 1200 دولار أميركي سلمه لإدارة المستشفى».