حسن زين الدينالدرس الثاني: للدقة أكثر، وبالعودة إلى «المراجع التاريخية الموثّقة» يتبين أنّ أصل لفظ كرة قدم مستمد، بطبيعة الحال، وكما تجري العادة عندنا، من الغرب. فيستطيع كل واحد منّا أن يشتقّها من اللغة التي يتقنها أكثر، مثل: «football» بالفرنسية والإنكليزية، أو «fusball» بالألمانية، أو «futbol» بالإسبانية، أو (...) بالهندية (شيء ما لا أعرف ما هو).
الدرس الثالث: من مساوئ كرة القدم عندنا، أنّها ترسخ الفروق الطبقية من خلال اللفظ. فبلغة الفئات الشعبية تسمّى «فَطبول». على سبيل المثال، كأن يخاطب أحدهم أصدقاءه: تيجو نلعب فَطبول. أما في الطبقات العليا من المجتمع اللبناني، أي ما يسمّى الـ«كلاس»، فتصبح «فوتبول»، أي ببساطة الترجمة المنمّقة بالعامية من الأجنبية إلى العربية. فيتحوّل المثل السابق ليصبح: غايز (GUYS) يللا نلعب فوتبول.
الدرس الرابع: ثمة لغط أصاب لفظ «فطبول» تحديداً، ولا أدري إن كان لا يزال موجوداً. ففي مرحلة سابقة، أي عندما كنا أطفالاً ما بعد فترة حرب «تنذكر وما تنعاد» الأهلية مباشرة، كانت ترسّباتها لا تزال في كل مكان، حتى في الألفاظ. إذ من الكلمات «الخالدة» التي أحتفظ بها من طفولتي هي حين كان رفاقي يدعونني لنلعب... «مطاحشة»، أي بمفهوم اللعبة وقتها: الأقوى هو من ينتزع الكرة.
إيههههه، تنذكر وتنعاد... أي أيام سذاجة الطفولة طبعاً!