بسام القنطارلم يكن من بين النساء اللواتي اجتمعن أمس في فندق الكومودور، أي مرشحة للانتخابات النيابية. ورغم ذلك حاولت كل واحدة منهن أن تعبّر عن التزامها بالنضال لتثبيت حق مشاركة المرأة في الحياة السياسية وفي الانتخابات العامة.
هكذا، يصبح مفهوماً أن يعتب وزير الداخلية زياد بارود عبر ممثلته في اللقاء، د. ماري غنطوس، على عدم انتساب النساء والفتيات تحديداً إلى الأحزاب السياسية وانخراطهن في العمل السياسي وترشحهن للانتخابات.
اللقاء الذي دعت إليه جمعية تنظيم الأسرة والاتحاد الوطني للجمعيات الأهلية المتعاقد مع وزارة الشؤون الاجتماعية تخللته كلمة لرئيس الجمعية توفيق عسيران، الذي كان الصوت الذكوري الوحيد في الجلسة، إذ استعرض خلاصة المناقشات التي تضمنتها ورشة عمل سابقة عقدت في 13 الجاري عن الموضوع نفسه، وأوصت بإقرار نظام مرحلي للكوتا، وقانون انتخابي يعتمد النسبية خارج القيد الطائفي، والعمل على إزالة تحفظات لبنان على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز تجاه المرأة.
وكانت الجلسة الافتتاحية قد تضمنت كلمة للمحامية إليز تامر، التي استعرضت تجربتها، لكونها المرأة الوحيدة التي انتخبت في دورتين متتاليتين لعضوية المجلس البلدي في زحلة. وطالبت تامر بالعمل لتكوين «تيار ضاغط يحقق المساواة الفعلية بين الجنسين». لكنها نفت لـ«الأخبار» أن تكون مرشحة للانتخابات المقبلة، مكتفية بالقول: «طلوع السلم درجة درجة». الإيطالية جسيكا أشيلاتوري التي تعمل مع مركز تنمية قدرات المرأة في زحلة، ضمن برنامج الطوارئ ROSS الممول من الحكومة الإيطالية، أصرّت على قراءة مداخلتها باللغة العربية المكسَّرة، فقدمت إلى نساء لبنان النصيحة التالية: «مهما حكيو بالأرقام بالكوتا أو بالتمثيل النسبي، الأعداد والأرقام ما بكونو مهمين إذا ما النساء صاروا واعيين تماماً لدورهن بالمجتمع».
كلام أشيلاتوري قابله مداخلة للعاملة الميدانية في جمعية تنظيم الأسرة يسرى عاصي، أكدت فيها أن عملها أوصلها إلى مفاصل الألم والحرمان، وأنها ترشحت للانتخابات البلدية وخسرت بفارق 50 صوتاً، لأن النساء لم يدعمن ترشحها، سائلة عن جدوى إعادة الكرّة إذا لم يكن هناك وعيٌ كافٍ لدى النساء.