محمد محسننالت اللوحة الصغيرة التي رسمتها الطفلة إليان إعجاب اللجنة المشرفة على رسوم الأطفال في المعرض الذي نظمته مؤسسة التنمية الفكرية التابعة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية في منطقة بئر حسن. رسمت إليان فتاة صغيرة تشبهها في كل التفاصيل، ولم تنس حتى الفوارق الموجودة في تسريحة الشعر، ولا الحبوب الصغيرة في وجهها التي تنتج عن أكل السكاكر. هكذا، يفاجأ زائر المعرض حين يعلم أنّ اللوحات الستين المنتشرة في القاعة، رسمت بريشة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
في الجهتين الشرقية والغربية من المعرض، رسوم كبيرة وصغيرة، قسمها المنظمون إلى قسمين. فالكبيرة هي نتاج عمل جماعي، تدلّ عليه اللوحات الممهورة بأسماء رساميها الأطفال، أما الصغيرة فقد عبّر الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من خلالها عمّا يجول في نفوسهم، ولا يمتلكون القدرات التعبيرية الكافية لتوصيله إلى الآخر الذي يعيش معهم.
وفي الفترة التي سبقت افتتاح المعرض، أشرف متخصصون من الجمعية على تعليم الأطفال على رسم اللوحات. بعد انتهاء الأطفال من رسومهم قام فريق متخصص بتحليل نتائج الرسوم على المستوى النفسي، وهو ما يسهّل عمليتي التدخل المبكر وعلاج هؤلاء الأطفال. يخلص تحليل الرسوم إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة يستطيعون اكتساب مهارات تعبيرية وفنيّة تتيح لهم تنمية قدراتهم التعبيرية إذا ما تلقّوا العناية والتعليم الكافيين.
انقسم الأطفال إلى مجموعات ثلاث بحسب الفئات العمرية، من 5 إلى 9 أعوام، من 10 إلى 13 عاماً ومن 14 عاماً فما فوق ونشروا لوحاتهم في المعرض. لوحات نالت إعجاب جميع الزائرين، فأظهرت تشابه الأطفال الذين رسموها، مع غيرهم من الأطفال لجهة اختيار الموضوعات التي تناولت الطبيعة وبعض المسائل التي تخص أيّ طفل يمسك ريشة ولوناً ليعبّر.
نالت لوحة زياد سرّاج جائزة أفضل لوحة، وخصوصاً أنّ عنوانها لافت: «الجحيم». استوحى زياد فكرته من الوضع الذي يمرّ به لبنان. رسم شخصاً خارجاً من قبره وينتظر مصيره، وسفينة فينيقية مقلوبة إلى جانب بيوت قلبها رأساً على عقب. لكن زياد لم يستعمل الألوان الداكنة حين رسم الجحيم، والسبب؟ يجيب زياد بكل وضوح: «أحب أن أحافظ على منسوب من التفاؤل، كانت مياه البحر الأزرق أفضل تعبير عنه». يبدي زياد تشاؤمه من الواقع الحالي في وطنه.