زينب زعيترأكدت الأرقام الصادرة عن قانون حرية المعلومات في بريطانيا أنّ واحدة من كل أربع مدارس ابتدائية بريطانية لا يعمل فيها مدرس واحد من الذكور، وكافة المعلمين هم من الإناث، حيث بلغ عدد هذه المدارس ٤٥٨٧ . تمثّل نسبة الرجال في التعليم الابتدائي البريطاني 1٦% فقط من هيئات التدريس، وقد سُجِّل هذه السنة دخول ٢٣٤١ مدرساً من الذكور في حقل التعليم الابتدائي و١٣٦٥٦ من الإناث بحسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية.
التعليم الابتدائي سيتحول إلى «مهنة نسوية»، حيث يرفض الرجال العمل مع الأطفال الأصغر سناً، خوفاً من اتهامهم بالولع الجنسي بالأطفال، وهذا ما يؤكده إدوارد برادلي (مدرس ابتدائي)، إذ يقول: « لقد أصبح المدرسون الذكور أقلية في التعليم الابتدائي، وأرى أنّني محظوظ بسبب عملي في مدرسة تملك ثلاثة مدرسين من الذكور، علماً بأنّه في المدرسة السابقة التي عملت فيها كنت أنا المدرس الوحيد».
ويرى بعض الخبراء أنّ النقص في عدد المدرسين الذكور في المرحلة الابتدائية يعني أنّ الطلاب، وتحديداً الذكور منهم، لن يحصلوا على فرصة الاتصال والتعامل المباشر مع رجال راشدين قبل بلوغ 11 عاماً.
من جهةٍ أخرى، تقوم الوكالة البريطانية للتدريب والتطوير The Training and Development Agency بحملات لتوظيف مدرسين من الذكور في مرحلة التعليم الابتدائي. ويقول متحدث باسم هذه الوكالة «إن عدد الرجال الذين تقدموا بطلبات التعليم في المدارس الابتدائية تحسّن تدريجياً، وإنّ العدد وصل إلى ٢٣٤١ مدرساً قيد التدريب بعد إنشاء الوكالة مقارنةً بـ ١500 مدرس في السابق».
ويقول المدير التنفيذي في الوكالة غراهام هولي: «نعمل على تحسين الأجور وضمان المسار الوظيفي للمدرسين، ما يخلق تغييراً في حياتهم». وتموّل الوكالة الأشخاص والمؤسسات الذين يعملون على توظيف المدرسين الذكور وتدريبهم.
مدير TDA مايك واتكينس يقول: «إذا تابعت الأرقام الصادرة عن عدد المدرسين الذكور منذ عقود، فستلحظ تراجعاً مستمراً في أعدادهم، وساهمت سنوات الحرب الطويلة بهذا النقص. وفي السنوات الثماني الاخيرة بدأ الوضع يتحسن، لكن بنسب قليلة».
ويحرص واتكينس على تعميم التعليم المتوازن بين القوى العاملة في حقل التعليم الابتدائي بين الذكور والإناث في كل المقاطعات البريطانية التي تعاني من نقص في عدد المدرسين الذكور.


مطالب الأهل

تلفت الإحصاءات التي تعدها مؤسسات بحثية ـــ التي صدرت عام 2005 ـــ إلى أن نحو 75% من العائلات البريطانية تطالب الدولة ببرامج تسمح بزيادة أكبر من المدرسين الذكور في مرحلة التعليم الابتدائي




الأستاذ نموذج

يؤكد الخبراء التربويون أن التلميذ ينظر إلى أستاذه على أنّه نموذج يتّبعه ويحاول تقليده، وتشير الحملات الحكومية والخاصة إلى تحسن بطيء في إعادة التوازن التعليمي بين الذكور والإناث