strong>رانية مصري ــ مارسي نيومن*إذ نتذكر يوم الأرض في 30 آذار/ مارس 1976 ونحيي ذكراه، ذكرى اليوم الذي قتلت فيه القوات الإسرائيلية ستة فلسطينيين وجرحت حوالى مئة في سخنين خلال تظاهرات غير مسلّحة نُظمت احتجاجاً على مصادرة أراضٍ فلسطينية في الجليل، إذ نتذكر الهمجية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة في كانون الأول/ ديسمبر، إذ ندرك استمرار الاعتداءات بحق الفلسطينيين، إذ نتذكر الأعمال الوحشية العديدة والمتواصلة بحقّ اللبنانيين، دعونا نقف وقفة دعم فعّال لحركة تتمتع بالقوة وبالقدرة الضرورية على المساهمة بشدة في هذا النضال من أجل الحرية وتحقيق الذات ضمن إطار المعركة ضد الصهيونية.
هذه الحركة هي حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، وأحد أبرز مطالبها مقاطعة الشركات الإسرائيلية والعالمية التي تدعم التمييز العنصري والاستعمار اللذَين تمارسهما إسرائيل، والانسحاب منها. ونحن نعرف، من المَثَل الذي قدّمته جنوب أفريقيا، أن استراتيجية تجمع بين المقاومة المسلّحة من جهة، والمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات من جهة ثانية، قد أدت إلى انهيار نظام التمييز العنصري، وبالتالي تتمتع بمقومات النجاح. والتركيز على المقاومة الاقتصادية يربط هذه الحركة بجذور حركة المقاومة الفلسطينية التي سعت تاريخياً إلى تحرير فلسطين، كما سائر المنطقة، من إمبريالية يفرضها الغرب من خلال سياساته الاقتصادية الاستعمارية الجديدة.
نعرف أيضاً أن لبنان لا يخلو من المنتجات الصهيونية. من مستحضرات التجميل إلى الثياب، ومن الجرافات إلى القهوة، نستهلك منتجات تنتجها شركات تدعم إسرائيل جوهرياً، إمّا عبر الاستثمار في إسرائيل، وإما بدعم إسرائيل مالياً أو دبلوماسياً (وفيما إلغاء بعض المنتجات الصهيونية، مثل منتجات إنتل، أمر صعب، فإنّ إخلاء أسواقنا من الأكثرية الساحقة من المنتجات، مثل نستله وإيستيه لودر، سوف ينعش اقتصادنا فعلياً عبر زيادة الاستثمارات في المنتجات والأعمال المحلية).
بالإضافة إلى الشكل الواضح الذي تتخذه المقاطعة الاقتصادية (غالباً ما يحدث التباس بينها وبين الحظر)، ثمة وسيلة مهمة تتمثل بالمقاطعة الأكاديمية والثقافية. وتتضمن المقاطعةُ الأكاديمية الإحجامَ عن المشاركة في أي نوع من أنواع التعاون الأكاديمي أو الثقافي مع مؤسسات إسرائيلية، وعن المساهمة فيها والانضمام إلى مشاريع معها، والعمل، في النهاية، على دفع الجامعات نفسها إلى الانسحاب من أي مساهمة أو تعاون مع أي مؤسسة إسرائيلية. الأساتذة الجامعيون في جنوب أفريقيا دعوا أيضاً زملاءهم في أرجاء العالم إلى المقاطعة لنزع الصفة الشرعية عن نظام التمييز العنصري وعزله. وقد نجحت حملة المقاطعة في جنوب أفريقيا بسبب هذا العزل الذي قُرِن بمقاطعة اقتصادية وسحب الاستثمارات، فقاد ذلك في النهاية إلى فرض عقوبات على النظام، ما أدى إلى زواله.
إن أقوى سلاح في المقاطعة الأكاديمية هو رفض تشريع الصهيونية، تلك الإيديولوجية التي بُنيت عليها إسرائيل، الإيديولوجية التي تسمح لمجموعة واحدة من الناس بأن تنهب وتقتل وتطرد، إيديولوجية عنصرية بجوهرها وبكليتها. فالصهيونية هي التي يجب أن تُقهر.
تتنامى حركة المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل عالمياً، فهي ناشطة في كندا والمملكة المتحدة منذ بضع سنوات الآن، وانتقلت إلى أوستراليا والولايات المتحدة. وتمثّل الدعاية المحيطة بهذه الحركة سلاحاً قوياً بقوة الحركة نفسها، لأنها تدعو أيضاً إلى إعادة التفكير في حق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية. حتماً أصبحت حركة المقاطعة قوية جداً الآن لدرجة أن المستعمرين الإسرائيليين يدفعون مليونَي دولار لتحسين صورتهم عالمياً.
لقد ضم أكاديميون من لبنان أصواتهم إلى هذه الحركة المتنامية. فقد وقّعت كلياتٌ من جامعة البلمند، والجامعة الأميركية في بيروت، والجامعة اللبنانية ــ الأميركية، وجامعة سيدة اللويزة، والجامعة اللبنانية، وجامعة بيروت العربية، وجامعة الروح القدس، والجامعة اللبنانية الدولية، والجامعة العالمية، على بيان يدعو إلى مقاطعة تامة لإسرائيل وللمؤسسات الإسرائيلية، ودعوا زملاءنا في العالم أجمع، ولا سيما أولئك في العالم العربي الذين يدّعون التضامن مع الفلسطينيين، إلى مقاطعة كل المؤسسات الأكاديمية والثقافية الإسرائيلية والانسحاب منها انسحاباً شاملاً وثابتاً، وإلى الإحجام عن التطبيع في أي شكل من أشكال التعاون الأكاديمي والثقافي مع مؤسسات إسرائيلية، وعن المساهمة فيها أو إنشاء مشاريع مشتركة معها، وذلك مساهمةً منهم في النضال الهادف إلى إنهاء الاحتلال والاستعمار ونظام التمييز العنصري الذي تفرضه إسرائيل.
لإضافة توقيعك، الرجاء مراجعة الموقع الآتي:
www.boycottzionism.wordpress.com
اليوم، 30 آذار/مارس 2009، هو يوم العمل العالمي لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات. فلنقف معاً.
* رانية مصري هي أستاذة مساعدة في جامعة البلمند، ومارسي نيومن أستاذة مساعدة لمادة اللغة الإنكليزية في جامعة النجاح الوطنية.