أحمد حيدرلا داعي إلى نزول اللبنانيين إلى صناديق الاقتراع في 7 حزيران، فهناك طريقة أقل كلفة سياسية واقتصادية وأمنية على البلد وأهله: يكفي أن يطل واحد من «العرّافين» على إحدى الشاشات ليقول: لو اقترع اللبنانيون في 7 حزيران، لكانت حصيلة اقتراعهم المئة والثمانية والعشرين مرشحاً التالية أسماؤهم: ... ثم يباشر النواب الجدد مهمّاتهم في اليوم التالي! لا داعي إلى أن ترهق المقاومة نفسها في اتخاذ الاحتياطات والإجراءات الوقائية وإجراء التدريبات تحسباً لعدوان إسرائيلي محتمل، فهي أيضاً تستطيع الاعتماد على العرّاف نفسه ـــ أو غيره ـــ لينبئها بتوقيت هذا العدوان والأماكن التي سيستهدفها، ليجري إخلاؤها قبل يوم واحد! يعيش البلد حالة هذيان تبصيري وإسهال تنجيمي، حالة انعدام وزن أو انعدام تفكير. فوضى التنجيم تتحوّل من مهرجان سنوي إلى شهري إلى أسبوعي، ومَن يدري؟ فقد تصبح فقرة التبصير جزءاً من نشرة الأخبار اليومية كأخبار الرياضة والاقتصاد وحالة الطقس!
انتهى زمن العرّافات، وبدأ زمن العرّافين الرجال، دون حنّاء على الوجه وفنجان قهوة، عرّافون بذقن حليقة وبزة رسمية ووسامة وشعبية جارفة! يكفي أن يطل أحدهم ليلقي علينا ما ألهمه الله إيّاه أو ما أحسه بالأمس، حتى يختلط الحابل بالنابل و«يستهبل» الكبير والصغير، الغني والفقير، الملحد ومدعي الإيمان، الموالي والمعارض!