أمل عبد اللهإن فهماً أفضل لطبيعة خلايا الدماغ النجمية astrocytes سيضيء ليس فقط على الدور الحقيقي الذي تؤدّيه هذه الخلايا في الجهاز العصبي بل أيضاً على الفارق الذي يميز الدماغ البشري عن أدمغة الفئران. يعتقد العلماء بناءً على دراسة أُجريت في جامعة روشستر، ونشرت نتائجها في مجلة Daily Science، أن الفارق الحقيقي بين دماغ البشر ودماغ الفئران ناتج من الاختلاف في نوعية الخلايا النجمية، من حيث حجمها والسرعة في إرسال الإشارات العصبية. وقد درس الباحثون عينات من أنسجة دماغية لثلاثين مريضاً خضعوا لعمليات جراحية في الدماغ. أما الاختلافات الرئيسية في الاستروسايت بين البشر والفئران فهي كالآتي:
إن الوحدات التي تنتظم فيها الخلايا النجمية أكثر تعقيداً عند البشر، فالواحدة منها تحوي قرابة مليوني اشتباك عصبي فيما لا يتجاوز هذا العدد عشرات الآلاف عند الفئران. والاختلاف الثاني يظهر في الطريقة التي تلتف بها أطراف الخلايا النجمية على أوعية الدم في الدماغ، الأمر الذي يمكّنها من التحكم في درجة أكبر عند البشر بالمواد التي تعبر نحو الدماغ. أما الاختلاف الثالث، فهو متعلق بالسرعة التي ترسل بها الاستروسايت الإشارات العصبية، إذ تبلغ سرعتها عند البشر خمسة أضعاف سرعتها عند الفئران.
ويقول المسؤولون عن الدراسة إن حجم الدماغ البشري ليس هو المسؤول عن تفوقه على أدمغة الحيوانات الأخرى، والدليل أن دماغ الفيل أكبر حجماً من الدماغ البشري، وهذا لا يجعل الفيلة أكثر ذكاءً من البشر. وهو يُرجع هذا التفوق إلى الاستروسايت التي أظهرت دراسات حديثة دوراً بارزاً لها في عمليات الإدراك المتقدمة التي يقوم بها الدماغ. إضافةً إلى دورها المحوري عند الإصابة بأمراض كالجلطة والألزهايمر والصرع وإصابات العمود الفقري. لقد بات جلياً احتواء الدماغ على جهازي إرسال متداخلين ومكملين بعضهما لبعض يقوم الأول على الخلايا العصبية الرئيسة neurons، والثاني على الاستروسايت.