عين الحلوة ــ خالد الغربيالشعارات المكتوبة على أحد الجدران داخل مخيم عين الحلوة التي تدعو إلى اعتبار «أمن المخيم فوق الجميع»، لا تبدو صالحة في مثل هذه الأيام التي يشهد خلالها المخيم عودة مسلسل الانفجارات وإلقاء القنابل، التي كان آخرها فجر أمس، حيث أُلقيت قنبلة يدوية داخل حي الطيري في المخيم. ولم يعرف ما إذا كان المستهدف من القنبلة منزل عضو لجنة المتابعة الفلسطينية إبراهيم ابو السمك أو منزل العضو الآخر أبو وائل كليب، إذ إنها ألقيت بين المنزلين، أو أن إلقاء القنبلة كان يستهدف منازل أخرى بهدف توتير الأوضاع في المخيم.
ولم يؤدّ إلقاء القنبلة إلى وقوع إصابات بشرية، ولم يخلّف انفجارها أضراراً مادية تذكر، لكنه خلف مزيداً من القلق والخوف من اتساع دائرة الحوادث الأمنية. ويخشى كثيرون من احتمالات أن تكون هذه الحوادث، كما سارت عليه الأمور سابقاً، مجرد مقدمات لحوادث أكبر وأعمّ تجتاح المخيم الأكبر للاجئين الفلسطينيين في لبنان، الذي يعيش قاطنوه وسط ظروف تنتفي فيها أبسط مقومات الحياة الإنسانية.
ووفقاً لمصادر فلسطينية واسعة الاطلاع داخل المخيم، طلبت عدم ذكر اسمها، فإن الهدف من وراء هذه الأعمال قد يرمي إلى إصابة عصفورين بحجر واحد. فمن جهة، توتير الوضع الأمني في ظل غياب أي مرجعية أمنية داخل المخيم، وثانياً ـــــ وهو الأهم ـــــ كما تقول المصادر، أن تكون هذه الأعمال بمثابة إطلاق الدخان الكثيف عبر هذه الحوادث للتغطية على جريمة اغتيال القيادي الفلسطيني كمال مدحت.
مسلحون فلسطينيون تابعون لإحدى أكبر الفصائل في المخيم كانوا يحرسون أمس أحد مقارّ تنظيمهم، رأوا أن الحديث عن ربيع أمني ساخن داخل المخيم أمر مبالغ فيه. وقال أحدهم إن الوضع داخل المخيم لا يدعو للقلق، وما يشهده من حوادث ليلية وإلقاء قنابل يحصل في مناطق لبنانية وفي أرقى دول في العالم.