ناشدت لجان أهالي الطلاب في البارد أول من أمس رئيس جامعة الإسكندرية الطلب من مسؤولي جامعة بيروت العربية عدم الضغط لدفع الأقساط، لحين توفيرها من المانحين، كذلك طلبت مساعدات عاجلة للطلاب في لبنان والخارج، وتوفير استمرارية المنح وإقرار غيرها للجدد
طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
يواجه 522 طالباً جامعياً من مخيم نهر البارد مستقبلاً أقل ما يقال فيه أنه غامض، لكون معظمهم مهددين بعدم إكمال تحصيلهم العلمي لضعف الإمكانات الشخصية من جهة، وندرة المساعدات أو المنح المقدمة لهم من جهة أخرى.
فقبل أحداث البارد العام الماضي، كان طلابه، الذين تجاوزوا المرحلة الثانوية، لا يترددون في التقدم لتلقي علومهم في أي جامعة خاصة، نظراً لراحة مادية كانت توفرها الحركة الاقتصادية الهامة التي كان المخيم ينعم بها، لكونه فرض نفسه سوقاً رئيسياً لمناطق الجوار. إلا أن الوضع انقلب رأساً على عقب بعد دمار المخيم ونزوح أهله عنه واستمرار عيشهم المؤقت. يقول مسؤول الطلبة الجامعيين في اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني نبيل فارس (سنة رابعة هندسة ميكانيك في جامعة بيروت العربية)، إن «تكاليف القسط السنوي تصل إلى 7500 دولار أميركي، عدا أجرة البيت والمصاريف الأخرى، وهو مبلغ بات في ظل أوضاع أهالي المخيم الحالية ضخماً جداً»، ما دفعه لمناشدة «الضمائر الحية لنجدة طلاب المخيم وتوفير الأموال لدفع أقساطهم الجامعية»، مشيراً في هذا المجال إلى أنّ «الكل مقصِّر، ولا سيما الأونروا ومنظمة التحرير الفلسطينية التي تقع على عاتقها مسؤولية هذا الأمر». مناشدة فارس للأونروا ومنظمة التحرير جاءت بعدما تحمّل الطرفان العام الماضي جزءاً هاماً من الأقساط الجامعية، على أمل أن يتجدد الوضع هذا العام، لكن «لا إشارات توحي هذا العام بتجدد الالتزام، بعدما رد مسؤولون على مراجعات الطلاب بأنه لا سيولة لهذا الغرض، وبالتالي لا إمكان لدفع الأقساط عنهم»، حسب قول فارس.
هذا الوضع الصعب دفع نافع جابر (سنة ثانية إدارة أعمال في جامعة بيروت العربية)، الذي كان والده يملك محلاً لتصليح السيارات في المخيم إلى التساؤل: «لا أعرف إذا كنت سأتابع دراستي إذا لم تتوافر الأموال لدفع الأقساط والمصاريف الأخرى التي تبلغ قرابة 6500 دولار أميركي، أو سأنزح عن الجامعة مثلما نزحت وأهلي عن المخيم؟»، يقول الشاب بمرارة. وفيما ناشدت لينا الحاج (سنة ثانية علوم طبيعية) الدول المانحة ودول الخليج العربي «تبنّي الطلاب الجامعيين من نازحي مخيم نهر البارد، ليستطيعوا مواصلة تحصيلهم العلمي»، أشار وسيم العثمان (سنة أولى علوم اجتماعية في الجامعة اللبنانية) إلى أنه «نظراً لضعف الإمكانات المادية تسجلت في الجامعة اللبنانية التي لا تزيد رسومها على 200 ألف ليرة، مع أنني كنت أنوي أن أصبح طبيباً، إلا أن ما جرى لم يساعدني على الالتحاق بإحدى جامعات بيروت». يذكر أن المشاكل المالية تشمل طلاباً موزعين على الجامعات في لبنان وخارجه كالآتي: الجامعة اللبنانية (198 طالباً)، جامعة بيروت العربية (148)، خارج لبنان (67)، هاواي بفرعيها في جدرا والشمال (45)، الأوزاعي ــــ حلبا (37)، اللبنانية الدولية (20) والعربية المفتوحة (5).


لونباردو: لا أموال

التقى منذ أيام في فندق «كواليتي إن» في طرابلس المدير العام لوكالة الأونروا في لبنان سلفاتوري لومباردو ووفد من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وقوى التحالف الفلسطيني في الشمال، حيث بحثوا توفير منح جامعية لطلاب البارد كما في الموسم الجامعي الماضي. وفيما ردّ لومباردو بأنه «لا أموال»، اقترح أن تتصل الأونروا بالدول التي يدرس فيها نحو 90 جامعياً من المخيم لطلب مساعدة هؤلاء