حلا ماضيكثيراً ما تردد الأم أو الأب عبارات أمام ولدهما لحثّه على النجاح في المدرسة، فيقولان: «انجح إرضاءً لنا» أو «لتسعدنا». لقد حوّل الأهل غاية النجاح المدرسي لمصلحتهما، وذلك الاستخدام المتكرر لتلك الكلمات يعكس صورة والدَين غير راضيين عن نفسيهما، كما يقول ميسينجر عالم النفس المتخصص في رموز الحركات والتواصل اللفظي وغير اللفظي.
يضيف ميسينجر أن هذين الوالدين يوكلان إلى ولدهما مهمة إرضاء أو إشباع ما لن يتمكنا يوماً من تذوّقه، أي إنهما على الأرجح ألحّ عليهما أهاليهما ونغّصوا كي يكونا مثاليَّين. هكذا تحولا إلى أوَّلَين في صفهما أشبه بآلاتٍ لا تخطئ في الامتحانات ومسابقات الدخول. إنهما ابنان موهوبان متفوقان تركزت طاقاتهما في النجاح المدرسي والمهني والاجتماعي. لقد أسعدت انتصاراتهما الصغيرة أهلهما فشعروا بالرضى (أو الفخر) من دون أن يشركوا ولديهم بهذه المتعة. إن اللامبالاة العاطفية لدى هذا النوع من الأهل هي القاعدة. يدفعون بوريثهم إلى كمال ومثالية بمستوى لم يبلغوه هم أنفسهم، وذلك لكي يستمدّوا متعة غير مشروعة، فيحوّلوا نجاح أبنائهم لمصلحتهم.
إن معظم الأهل الذين يحثّون أولادهم على القيام بعدد كبير من النشاطات الموجّهة خارج المدرسة، هم أشخاص غير قادرين على إرضاء أنفسهم. وكلما ضغط الأب أو الأم على ابنه، ازداد الولد كرهاً لهذا الأب الذي يوجّهه. ولكن، بما أن هذا الكره غير أخلاقي، فإن الولد يعاقب نفسه بالسعي إلى إرضاء أبيه للتخلص من الشعور بالبغض، ويضع نصب عينيه تحقيق هدف وكبرياء الأب أو الأم.