البقاع ــ عفيف ديابأجرى المركز الثقافي الفلسطيني في البقاع دراسة أولية عن تأثير العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في تلاميذ مدارس الأونروا المنتشرة في المنطقة. ويقول رئيس المركز عبد الله كامل لـ«الأخبار» إنّ نسبة نجاح التلاميذ في مختلف المراحل التعليمية في امتحانات شهر كانون الأول الماضي تراجعت مقارنة بنسبة النجاح التي تحققت في امتحانات شهر تشرين الثاني. ويؤكد كامل أنّ التراجع «وصل إلى حدود 40 في المئة، وهي نسبة مرتفعة إذا ما قورنت بامتحانات الأشهر التي سبقت العدوان الإسرائيلي على غزة».
ويضيف كامل أنّ الدراسة أظهرت أنّ السبب المباشر لهذا التراجع هو «انصراف التلاميذ لمتابعة العدوان على غزة وما خلّفه من مجازر». ويقول إنّ المشاهد المؤلمة التي عرضتها الشاشات لم تؤثّر بالتلاميذ فقط، بل بالهيئات التعليمية أيضاً، فلوحظ تراجع مستوى شروح الأساتذة النظرية والتطبيقية خلال شهر كانون الأول الماضي.
وفي مقابل هذه الدراسة الأولية عن تأثير الحرب الإسرائيلية على غزة في تلاميذ مدارس الأونروا في البقاع، فإنّ التلاميذ يعترفون مباشرة وبوضوح بهذا التراجع بسبب انصرافهم إلى متابعة العدوان على أهلهم في غزة. ويقول التلميذ في الصف الثامن في مدرسة الأونروا في بر الياس حسن كندي إنّ علاماته في شهر كانون الأول الماضي تدنت مقارنة بما كان قد حققه في امتحان شهر تشرين الثاني. ويضيف حسن أنّ خمسة تلاميذ فقط نجحوا من صفه من أصل ثلاثين تلميذاً كان قد نجح منهم في شهر تشرين الثاني عشرون. أما التلميذ في الصف الثاني الثانوي في ثانوية الأونروا في تعلبايا يوسف عمر فيقول: «تأثرنا نفسياً بما كان يجري في غزة، فلم أكن استطيع الدرس وأداء الواجبات المدرسية، لأنّ غزة كانت همي الأول». ويسأل زميله في الصف سليمان الأسعد: «كيف كنا سنستوعب الدروس وأهلنا في غزة يذبحون؟» ويضيف أنّه تأثر باستهداف مدارس الأونروا هناك، فطلب هو وزملاؤه من الأساتذة ألا يعطوهم دروساً لا علاقة لها بفلسطين.