الساعة الثالثة بعد الظهر، كل يوم سبت خلال شهري شباط وآذار، سيعرض محكومون في السجن المركزي في رومية مسرحية بعنوان «12 لبناني غاضب». المسرحية من إعداد وتمثيل السجناء ومن إخراج الزميلة زينة دكاش التي تسعى إلى العلاج والإصلاح بالدراما، وهو أسلوب متطوّر في التعامل مع السجناء ومساعدتهم على إعادة الانخراط في المجتمع. وعلمت «الأخبار» أن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وعقيلته التي أعلنت سابقاً اهتمامها بالسجون، ومستشاره الإعلامي سيحضرون العرض الأوّل للمسرحية، ما سيحتّم حضور وزراء وسفراء ومدعين عامين وقضاة ومديرين عامين وشخصيات سياسية ودبلوماسية. يدلّ ذلك للوهلة الأولى على أن الحكومة الحالية تولي السجون وأوضاع السجناء أهمية خاصة وحرصاً على حقوق الإنسان والمعايير الدولية. غير أن بعض الحقوقيين يخشون أن يتحوّل الجمهور إلى المسرح، بحيث يكون عرض المسرحية مناسبة لعرض الاهتمام الشكلي بالسجون، بينما في الواقع لن يتغيّر شيء وستبقى ظروف السجون اللاإنسانية على حالها.
على أي حال، إن قيام حفل داخل السجن المركزي بحضور شخصيات سياسية ودبلوماسية وقضائية رفيعة فيه مخاطرات أمنية حتمية. فالدولة تحشر نحو 4000 سجين فيه، بينما لا تتجاوز قدرته على الاستيعاب القانوني 1050 سجيناً. وفي السجن نفسه قسم خاص للسجناء ذوي الحساسية الأمنية الخاصّة، من بينهم الموقوفون في ملفّ «فتح الإسلام» وتنظيم «القاعدة». وفي السجن أيضاً أشخاص متهمون في الضلوع بأبرز الجرائم المسجّلة وأكثرها دموية. ولعلّ أبرز ما في الأمر أن في سجن رومية عشرات السجناء المحكومين بالإعدام الذين ينتظرون موعد إصدار الأوامر بالتنفيذ. ولا بدّ من التذكير بأن السجناء الموقوفين والمحكومين يتوزّعون على غرف وأقسام السجن بصورة تخضع لاعتبارات عدّة ولا دليل أو منهجية قانونية واضحة لهذه المهمة. ومن بين الاعتبارات «الواسطة» والتدخلات لتحسين ظروف سجين وإعطائه صلاحيات وامتيازات.
إشارة إلى أن أحد المسؤولين الرئيسيين عن أعمال الشغب في سجن القبة في طرابلس الأسبوع الماضي كان حائزاً امتيازات بفضل «الواسطة».