ليال حدادمن رسم لها طريق مستقبلها منذ كانت في عامها الأوّل... قل في يومها الأوّل؟
من منعها من ممارسة مهنةٍ صنّفت بقاموس المجتمع مهنةً للرجال؟
من أقنعها بأنها لا تستطيع مقاومة الاحتلال في الميدان وفي ساحة المعركة وأن تحمل السلاح دون منّةٍ من أحد؟
من وضعها في إطار خشبي ولمّعه وزيّنه وعلّقه على الحائط أو في المطبخ؟
من حصر اهتماماتها بالفنّ والجمال والموضة والأولاد؟
من قمع رغباتها وألبسها قميص العفّة غصباً عنها فنمت العُقد والأمراض في جسدها وعقلها؟
من علّمها الخوف من جسدها والخجل به؟
من حلّل قتلها حفاظاً على «الشرف»؟
من ربط تحرّرها وحريتها بالابتذال والملابس الفاضحة والـ«بوتوكس»؟
من علّمها أنّ الرجل هو من يحميها وأنّ رضاه مقدّس؟
من سمح للدين بأن يتدخّل في شؤونها ليحلّل ويحرّم تبعاً لمزاج «رجل» دين؟
من أرعبها من الحبّ ومن السعادة؟
من قسّم مجتمعها إلى «بنت منيحة» و«بنت عاطلة»؟
من قال لها إن اللون الأبيض هو الأنسب لفستان الزفاف... ما المشكلة بالأزرق أو الأحمر أو الأخضر؟
من عمّم عبارة «عريس بالبيت ولا شهادة عالحيط» (أنا لا أمزح العبارة فعلاً متداولة وبكثرة)؟
من جعل اللون الزهري القبيح لوناً بنّاتياً؟
من كوّن وعيها الثقافي انطلاقاً من روايات دانيال ستيل وبربرا كارتلند؟
من عوّدها الابتسام أو حتى الضحك في كل مرة تسمع فيها نكتة أو تقرأ رسالة إلكترونية تختصر المرأة بصدرها وأردافها ومؤخرتها؟
من خاف من تمرّدها فحجب عنها تاريخ ليلى خالد وجميلة بو حيرد وروايات نوال السعداوي وأحلام مستغانمي؟