تروّج النسخة الجديدة من لعبة «RED ALERT» لانتصار الجيش السوفياتي ما أعاد رواجها بين الشباب اللبناني الذي ينتقم من الأميركيين بواسطتها
أحمد محسن
«أهلاً بك مجدداً يا رفيق». تستقبل هذه العبارة اللاعب في النسخة الجديدة من اللعبة الإلكترونية «الإنذار الأحمر» (Red Alert) التي ارتأى مصنّعوها الأميركيون على ما يبدو أن يجعلوها تتماشى مع الجو العام العالمي الذي يسود منذ بداية الأزمة المالية العالمية الأخيرة. ومن هنا اسم النسخة الثالثة «أوكتوبر الأحمر 2009» بعدما كانت الأجزاء السابقة قد شهدت هزيمة الجيش السوفياتي على يد الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها. وما يميّز هذه النسخة الجديدة من اللعبة، التي تكاد تكون الأكثر انتشاراً بين الشبّان، هو شعارَا المنجل والمطرقة الشيوعيان، اللذان يزيّنان واجهتها الحمراء.
وهذه النسخة الجديدة من اللعبة شجعت عدداً من الشباب اللبناني على أن يعود إليها. فمشاهد العرض العسكري للجيش السوفياتي في شارع «وول ستريت» في نيويورك إثر انتصاره، تدفع الشاب حبيب حيدر وهو صاحب محل إنترنت في الضاحية الجنوبية إلى القول «ليت الأمر حقيقي، فهو ممتع حقاً».
يعترف حبيب، ابن السادسة والعشرين بأنّه أدمن اللعبة، ولا يخفي هو الآخر، انتباهه إلى ما يصفه باللمسات السياسية الواضحة في اللعبة. «الأميركيون هم الأقوى فعلاً»، يقول بأسف. لكنّ حبيب يتابع حديثه بصوت مرتفع قائلاً: «لكن لا أحد يحبهم»، وهو يقصد الجيش الأميركي. لا يستبعد حبيب أن يرى لعبة بعد أعوام، تروّج لجرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزّة وجنوب لبنان. ويضيف قائلاً «علينا أن نتابع هذه الألعاب لنفهم صورتنا في الخارج وكيف يفكّر الغرب».
أما حسن إسماعيل، الشاب المدمن هو الآخر اللعبة، فيرى أنّه لا يمكن تجاهل الأفضلية التقنية والإعلامية المعطاة للفريق الأميركي والحلفاء داخل اللعبة. وتظهر بين المراحل المختلفة للعبة لمسات خفية، لترسم الصورة النمطية ذاتها التي تعرضها الأفلام الهوليوودية دائماً، إلى جانب «السعي الأميركي الدؤوب إلى نشر الديموقراطية والحريات، فيما تُظهر السوفيات على أنهم شموليون»، يردف حسن ساخراً.
في اللعبة ما هو أكثر من ذلك، إذ سيهدم السوفيات تمثال الحرية، ويخاطب الرئيس السوفياتي الافتراضي الأميركيين بالقول: «هذا ما جلبته لكم الحرية» في استمرار للتهمة الأميركية الدائمة للسوفيات باستعداء الحرية والديموقراطية. «يتعمدون إظهار ستالين في أكثر من موقع روسي داخل اللعبة»، يشير خضر بيرم وهو منهمك في التركيز على اللعبة التي يتابعها منذ بدايتها.
ويرى خضر أنّ اللعبة متعادلة، فلكل فريق مميزاته الخاصة. بيد أن خضر يتريّث قليلاً، وينطلق في تحليله الخاص للعبة: «اللعبة معدّة في الأساس لأسباب سياسية»، كما يؤكد. ويضيف الشاب العشريني إنّ ثمة «بروباغندا» خفية في اللعبة رغم نسختها الجديدة، تحاول أن تظهر الأميركيين بأنّهم «أفضل جيش في العالم». لكنّ خضر لا يعتقد أن الأميركيين هم فعلاً الجيش الأفضل، لكنه يستمتع باللعبة وحسب. «نعوّض ضعفنا العسكري أمام الأميركيين، بألعاب يخترعونها هم»، يختم حديثه ممازحاً.