تبنين ــ داني الأمينبعدما قررت الحكومة البلجيكية إغلاق المستشفى الميداني التابع للكتيبة البلجيكية في تبنين، وزعت هذه الأخيرة على أهالي منطقة بنت جبيل منشوراً يقول «بعد إغلاق المستشفى نهائياً في 28 شباط، عليكم الاعتماد على المؤسسات الطبية اللبنانية». ونتيجة لاستياء الأهالي واستنكارهم، اقترح قائد الكتيبة العقيد فان فليركن منذ يومين «نقل المستشفى الصيني الموجود في القطاع الشرقي لأقرب مكان إلى قرى قضاءي بنت جبيل ومرجعيون لتستفيد منهما». وقد صرّح قائد التعاون المدني العسكري البلجيكي الكومندان غي ستيوارت لـ«لأخبار» أن «إقفال المستشفى الميداني البلجيكي، سيسبب مشكلة للعسكريين في اليونيفيل ولأبناء المنطقة، لعدم وجود مستشفى بديل آخر حتى الآن، لذلك فإن قيادة قوات اليونيفيل تتابع هذه المشكلة بجدية، وأمامها حلان: إما الطلب من إحدى الفرق العسكرية التابعة لليونيفيل، لتكون البديل عن الفرقة البلجيكية، في إنشاء مستشفى ميداني آخر بديل. وهذ أمر سيستغرق وقتاً طويلاً. أو نقل المستشفى الصيني العامل في القطاع الشرقي، بين بلدتي إبل السقي ومرجعيون، إلى مكان قريب من قضاء بنت جبيل لـسدّ الخلل الذي سيحصل قريباً. وعلى كل حال فالقرار لقيادة اليونيفيل بعد أخذ موافقة الحكومة الصينية، وإذا توافرت خيارات أخرى فيمكن اعتمادها». وقد بيّن ستيوارت أنه «لم يُتواصل حتى الآن مع الكتيبة الصينية أو حكومتها بهذا الأمر، لذلك فالأمر لا يزال مجرّد اقتراح». وعن تجهيز مستشفى تبنين الحكومي قال إن «بلجيكا لن تترك لبنان، ولن تكتفي بمتابعة عمليات نزع الألغام فقط، لذلك قررت حكومتها تمويل تأهيل مستشفى تبنين الحكومي في أسرع وقت ممكن، ما إن يحصلوا على إذن الحكومة اللبنانية». وقد بيّن ستيوارت أن المبلغ المخصص سيساهم في بناء طابق إضافي للمستشفى، واختيار المعدّات التقنية اللازمة. وسيكون مجلس الإنماء والإعمار هو المسؤول عن تنفيذ المشروع، والمهندسون المدنيون البلجيكيون سيراقبون نوعية العمل، بعدما لُزّمت إحدى الشركات الخاصة تنفيذ عملية البناء. وعمّا ورد في بعض وسائل الإعلام عن تغيير في نمط عمل القوات البلجيكية، بعدما كان عملها محصوراً بالأعمال اللوجستية، بيّن ستيوارت أن «هذا التغيير كان طارئاً بعد إطلاق عدد من صواريخ الكاتيوشا أخيراً على إسرائيل». يذكر أن مستشفى تبنين الحكومي توقف عن العمل بعد التحرير عام 2000، ثم تعرّض للقصف في حرب تموز، وأعيد ترميمه، وقد جهّزته القوات الإيطالية بمختبر وعيادة أسنان وعيادة لطب العيون، وجهّزت القوات البولندية المختبر، فيما أمّن البلجيكيون مولّداً كهربائياً للمستشفى.