بنت جبيل ــ داني الأمينيبدو أن واقع الاستشفاء في منطقة بنت جبيل سيشهد تطوراً لافتاً بعدما بدأت الحكومة القطرية بتجهيز مستشفى بنت جبيل الحكومي بأحدث أنواع التجهيزات، ما سيجعل الاستشفاء يتعدّى مستشفى الشهيد صلاح غندور في بنت جبيل، التابع للهيئة الصحية الإسلامية، والذي ينوء بحمل الهمّ الصحي للمنطقة.
وإلى التجهيزات سيؤهل القطريون جميع الأقسام ويرممون المستشفى بالكامل. وكان المشروع القطري لإعادة إعمار الجنوب قد سلّم إدارة المستشفى تجهيزات داخلية مختلفة، على أن يستكمل تقديم المعدات الطبية لكلّ الأقسام.
ويقول د. توفيق فرج، رئيس مجلس إدارة مستشفى بنت جبيل الحكومي، إن «القطريين بدأوا فعلاً بتجهيز المستشفى وسيستغرق ذلك أشهراً إضافية، لكون المعدات تأتي من الخارج، عبر البواخر، وهي من أفضل أنواع المعدات والآلات الطبية التي تزيد كلفتها على 10 ملايين دولار أميركي، وسيصبح المستشفى خلال أربعة أشهر مجهّزاً بأقسام الولادة والجراحة المختلفة والأشّعة والقلب والعيون، إضافة إلى قسم خاص بالمعوّقين وقسم الطوارئ والعيادات الخارجية. ومن المعلوم أن عدد الأسرّة في المستشفى بلغ 130 سريراً، ما يعني قدرة المستشفى على استيعاب حاجة المنطقة بأكملها». ووعد فرج بأن «المستشفى سيفتح أبوابه، عند الانتهاء من تجهيزه، خلال فترة تقارب 4 أشهر. فالطاقم الطبي أصبح جاهزاً، وكذلك طاقم الممرضين الذين نجحوا في امتحانات مجلس الخدمة المدنية الخاصة». وحتى اليوم، ما زال عبء الاستشفاء والطبابة في المنطقة على مستشفى الشهيد صلاح غندور والمستشفى الميداني البلجيكي في تبنين، الذي استقبل حتى الآن أكثر من 24 ألف حالة مرضية منذ افتتاحه عام 2006، والذي سيقفل أبوابه نهاية الشهر الجاري، بعد تمديد لشهر واحد، إثر إعلان رئيس الوزراء البلجيكي ذلك أثناء زيارته الكتيبة البلجيكية في تبنين أخيراً. بيد أن البلجيكيين وعدوا أبناء المنطقة بتجهيز مستشفى تبنين الحكومي، الذي لا يستقبل حتى الآن إلا حالات الطوارئ، بمعدات تقدّر قيمتها بأربعة ملايين دولار خلال 6 أشهر، ابتداءً من مطلع الشهر الجاري. ويظهر الطبيب فؤاد طه، مدير مستشفى صلاح غندور، أن «الدولة منذ التحرير عام 2000 لم تقدّم أي حلّ للمشكلة الصحية في المنطقة، وخاصة بعد إقفال مستشفى تبنين الحكومي بهدف إعادة تجهيزه، لذلك فإن مستشفى الشهيد غندور الذي أعيد تأهيله عام 2002 يقوم قدر المستطاع بمعالجة مرضى المنطقة بعدما جهّز بالمعدات اللازمة والمتطورة. لكن رغم ذلك فهو يحتاج إلى دعم كبير، وخاصة من وزارة الصحة، لتغطية الحالات المرضية كلها، لأن معظم أبناء المنطقة هم من الفقراء». وقد بيّن طه أن «المستشفى يغطي الحالات الإنسانية الصعبة بما يقارب 400 ألف دولار شهرياً، لكننا لا ندّعي بأن المستشفى قادر على تلبية حاجات المنطقة بأكملها لأنه لا يتّسع إلا لأربعين سريراً، وقد استقبل في العام الماضي 58325 مريضاً».


صحة بنت جبيل بالأرقام

أظهرت دراسة لمنظّمتي الصحة العالمية واليونيسف عام 2000، وجود 32 مركزاً صحياً ومستوصفاً في قضاء بنت جبيل، منها 8 حكومية و8 مقفلة، من ضمنها مستشفى تبنين الحكومي، والباقي مؤسسات غير حكومية، فيما مستشفى الهيئة الصحية في بنت جبيل هو الوحيد الذي يستقبل المرضى على مدار اليوم. يعيش في المنطقة، حسب دراسة لمجلس الإنماء والإعمار (2004)، حوالى 78 ألف نسمة شتاءً و120 ألفاً صيفاً. وحسب المعايير العالمية يجب تأمين 120 سريراً استشفائياً للمقيمين أو 200 سرير لمجموع السكان، و10 أخرى للقلب المفتوح، بينما المتوافر هو 44 سريراً فقط في مستشفى غندور تنوء بحاجة المنطقة، فيما لا يوجد إلا مركزان للقلب المفتوح في 32 مستشفى في الجنوب.