غادة دندشحتى يومنا هذا، كانت عملية نقل الخصائص الفيزيائية من منظومة كمّية Quantum System إلى أخرى، تقع على مسافة «بعيدة» Macroscopique منها، وتقتصر على الفوتونات أي الوحدات الضوئية. أما بالنسبة إلى الذرّات فكانت هذه العملية ممكنة فقط على مسافات متناهية الصغر أي مجهرية. لكنّ فريقاً من الباحثين في جامعة ميرلاند نجح في نقل الخصائص الفيزيائية الكمّية، ومن خلالها المعلومات المتوافرة على إيون معين إلى آخر يقع على مسافة متر من الأول. في عالم الفيزياء الكمّية Physique quantique تمثّل عملية الـ Intrication quantique التي تسمح بمخاواة الخصائص الفيزيائية الكمّية لجسمين بواسطة عملية معقّدة تجعل واحدهما يتأثر بأي تغيير يطرأ على الآخر حتى لو كان كل واحد منهما في مجرّة مختلفة، إحدى أكثر الظواهر غموضاً وإثارة للجدل. لكن هذه الظاهرة هي التي تسمح بنقل معلومات كمّية من منظومة فيزيائية إلى أخرى، وفي هذه الحالة تصبح المعلومة على شكل كيو بايت، وليس بايت أي أن الخصائص الحافظة للمعلومة والتي في الحالة الكلاسيكية تكون صفراً في أدنى خصائصها أو واحداً في أقصاها تصبح بعد هذه العملية صفراً أو 10% منه و90% من واحد أو واحداً. وهذا يعني في علم المعلوماتية زيادة في حجم المعلومة الممكن تخزينها وسرعة في أداء الكمبيوتر أو من يدري الإنترنت؟ هذا ما قام به كريستوفر مونرو وفريقه من العلماء في مؤسسة JQI في جامعة ميرلاند، حين وضعوا إيونين من الـ إيتربيوم في «حاويتين» مختلفتين تبعد إحداهما عن الأخرى مسافة متر واحد. ثمّ عرّضوا الإيونين إلى عملية الـIntrication quantique بواسطة شعاع لايزر أدى إلى تدمير الكيوبايت من المعلومات الموجود في الإيون الأول، لكن الإيون الثاني الموجود في مكان آخر خضع في تلك اللحظة لتغيّرات جعلته يحتوي على المعلومات التي كانت متوافرة في الأول. إن أهمية هذه العملية تكمن في أنها جدّدت الأمل في احتمال التوصّل في المستقبل إلى إنترنت كمّي حقيقي Internet quantique من أجل نقل كمّ هائل من المعلومات وبطرق أسرع. طبعاً ما زالت العوائق كثيرة، لكن الخطوة الأولى على هذا المسار قد تمّت.