ثائر غندورمن الصعب الكتابة لكم. ربما أصدق كلمة هي: يا ليتنا كنّا معكم. صعب حديث التضامن معكم، لكنه ضروري. يا رفاق، بالأمس قُصفت غزّة وقتل أهلها. قبلها كان دورنا، في جنوب لبنان. بالأمس دفنّا المئات من شهدائنا، في تراب فلسطين. بالأمس يا رفاق صرخنا معاً في وجه أنظمة التخاذل العربية، وطالبناها بموقف ولو لمرّة. أمس، ارتفع مستوى الأدرينالين في جسدي عندما عرفت ما حصل لكم. شتمت كثيراً. شتمت العدو الذي منعكم، وغضبت من المسؤول الذي منعنا من أن نكون معكم. قصدت شاطئ بيروت، حيث البحر يشبه بحر غزّة، وجلست. فكرت طويلاً بضرورة الاعتصام التضامني والاعتراض والصراخ والتهديد بالويل والثبور. راقبت السيارات الفارهة على الطريق وكرهت البورجوازيين العرب و... شربت فنجان قهوة. هدأت، أو أجبرت نفسي على الهدوء. راجعت تاريخنا الطويل منذ ما قبل خسارة فلسطين. كنا دائماً عصبيين يا رفاق، ولذلك هُزمنا. راقبت محطّات الانتصار في تاريخنا وأولاها إطلاق المقاومة الوطنيّة في أيلول 1982، حتى تموز 2006 وغزّة 2009. في هذه المحطات كنّا هادئين. كنّا نفكر ونقرر ونفعل، ولذلك كنّا ننتصر. اليوم نخوض معركة جديدة لكسر حصار غزّة. أخطأنا عندما لم نخطّط بهدوء، ولكن لا بأس: ذهبت السفينة وها هي معتقلة، وهذا بحد ذاته فخر لنا جميعاً. إذاً ما الخطوة التالية؟ لا بد الآن من التفكير بهدوء أكثر. إن عدوّنا بات ينزعج كثيراً من هذه المحاولات. إذاً بدأنا باستنزاف أعصابه. الخطوة التالية باتت ضرورية. السفينة التالية يجب أن تكون في حالة تأهّب للانطلاق. لا ينبغي أن ننتظر أكثر. علينا إرسال سفينة كل أسبوع إن لم نقل كلّ يوم. رفاق. لم أسألكم كيف حالكم؟ وكيف حال المطران؟