إنها العاشرة وعشر دقائق، هذا ما تعلنه كل الإعلانات الترويجية للساعات. انظروا إلى الساعات المعروضة جيداً، حدّقوا في الوقت الذي تعلنه، الوقت لا يتغيّر، إنه واحد في كل الإعلانات...مجلة «ca m interesse» الفرنسية حملت السؤال إلى اختصاصيين نفسيّين، هل الأمر مجرد صدفة؟ بالطبع لا يقول المحللون، ليس الأمر صدفة أبداً. فعندما تكون عقارب الساعة مركّزة بهذا الشكل فإنها تدفع نحو الابتسام، وبالتالي تشجّع على الشراء أي على شراء الساعة التي يتم الإعلان عنها. أما إذا كانت الساعة مركّزة عند توقيت 3h40 (أو عند الرقمين 4 و8) فإنه سيكون لها التأثير المعاكس، أي أن الساعة موضوع الدعاية لن تجذب المشترين المحتملين أبداً، ومهما تنوعت الإغراءات المتعلقة بأسعارها أو بفاعليتها وما إلى ذلك...
الرقم 10 إذا تكرر مرتين فإن الصورة ستكون متناسقة جداً. من جهة ثانية، فإن تركّز العقربين على الرقمين 10 و2 يسمح بظهور ماركة الساعة، ويساعد على تجذّرها في ذاكرة المشاهد.
هذا في ما يتعلّق بالساعات ذات العقارب، أما الساعات التي تعلن الوقت من خلال التقنية الرقمية، فإنها تخضع لنظام إعلاني مخالف جداً.
لا يمكن في هذا الإطار الحديث عن رؤية إعلانية عالمية، فللأرقام «هويات» إذا جاز التعبير، أي أن لكل رقم وقعاً مختلفاً بين دولة وأخرى.
نعم، الإعلانات في هذه الحالة ليست موحّدة، في كل بلد أو بالأصح في كل منطقة من العالم يتم تصنيع إعلان مختلف وإن كانت الماركة واحدة.
الرقم 8 هو رقم الحظ بالنسبة إلى شعوب الدول الآسيوية، لذلك فإن إعلانات الساعات هناك تُعلن عن الساعة الثامنة صباحاً. بذلك يضرب المعلن «عصفورين بحجر واحد» عصفور رقم الحظ وعصفور النشاط، فالإشارة إلى توقيت صباحي يعني بداية العمل، وأبناء الدول الآسيوية يعشقون العمل كما هو معروف.
أما بالنسبة إلى الدول العربية، فإن مصممي إعلانات الساعات الرقمية يتجنّبون إظهار الرقم 13 (أي الواحدة بعد الظهر) وذلك لأن هذا الرقم يمثل سوء الحظ بالنسبة إلى كثيرين في هذه الدول.
(الأخبار)